الحمد لله على تمام النعمه
الحمد لله على تمام النعمه والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الحمد لله على تمام النعمه يجب أن يكون من أولويات كل مسلم، فالله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، منها نعمة الإسلام ونعمة الصحة ونعمة العقل ونعمة المال ونعمة الأهل والأولاد وغير ذلك الكثير من النعم، فنسأل الله تعالى أن يديم علينا هذه النعم وأن يرزقنا شكرها، فشكراً لله على تمام النعمه.
أقسام النعم
تنقسم النعم الإلهية إلى قسمين رئيسيين:
نعم ظاهرة: وهي النعم التي يمكن إدراكها بالحواس، كنعمة الصحة والعافية ونعمة المال والولد ونعمة الأمان.
نعم باطنة: وهي النعم التي لا يمكن إدراكها بالحواس، كنعمة الإيمان ونعمة العقل ونعمة التوفيق.
ثمرات الحمد لله على تمام النعمه
إن الحمد لله على تمام النعمه له ثمرات عديدة تعود على المسلم في دنياه وآخرته، منها:
زيادة النعم: إن الحمد يوجب الزيادة، فمن شكر الله تعالى على نعمه زاده منها، كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7).
دفع النقم: إن الحمد سبب لدفع النقم، فمن حمد الله تعالى على نعمه دفعه عنه البلاء، كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف: 96).
دخول الجنة: إن الحمد لله على تمام النعمه سبب لدخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: الحمد لله الذي عافاني في بدني وأعافاني في سمعي وأعافاني في بصري، فإنه قد أصبح في عافية، وأمسى في عافية، وقد قضي عنه ما كتبه الله عليه في يومه ذاك” (الترمذي).
الحمد لله على تمام نعمه الإسلام
إن نعمة الإسلام من أعظم النعم الإلهية، فهو دين الحق الذي أنزله الله تعالى على خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون منهج حياة للناس كافة، وقد جاء الإسلام بنعم كثيرة، منها:
نشر العدل: فقد جاء الإسلام بنشر العدل بين الناس وإزالة الظلم والفساد، كما قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (الحديد: 25).
إشاعة الأمن: فقد جاء الإسلام بإشاعة الأمن والأمان بين الناس، كما قال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً (البقرة: 125).
صيانة النفوس: فقد جاء الإسلام بصيانة النفوس وحفظها من التعدي والقتل، كما قال تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عظيماً (النساء: 93).
الحمد لله على تمام نعمه الصحة
إن نعمة الصحة من أعظم النعم الإلهية، فهي الأساس لتمتع الإنسان بحياته والقيام بواجباته، وقد جاء في الحديث: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” (البخاري). ومن نعم الصحة:
القوة والنشاط: فالصحة تمنح الإنسان القوة والنشاط، وتمكنه من القيام بأعماله اليومية دون عناء أو تعب، كما قال تعالى: وَخَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر: 6).
سلامة الأعضاء: فالصحة تحفظ للإنسان سلامة أعضائه وجوارحه، وتمكنه من استخدامها في طاعة الله تعالى، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (الشورى: 30).
الراحة النفسية: فالصحة تساهم في راحة الإنسان النفسية وصحة مزاجه، وتجعله قادراً على تحمل أعباء الحياة، كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (الملك: 2).
الحمد لله على تمام نعمه العقل
إن نعمة العقل من أعظم النعم الإلهية، فهو أداة الإنسان لمعرفة الله تعالى والإيمان به، وبواسطته يستطيع الإنسان تمييز الخير من الشر والصواب من الخطأ، وقد جاء في الحديث: “ما أعطى الله عبداً نعمة أفضل من عقل” (الترمذي). ومن نعم العقل:
فهم الدين: فالعقل هو الذي يميز الإنسان عن الحيوان، ويهديه إلى فهم الدين الإسلامي الصحيح، كما قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179).
تحصيل العلم: فالعقل هو الذي يمكن الإنسان من تحصيل العلم والمعرفة، والوصول إلى الحقائق، كما قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْ