أبيات شعر رائعة عن الصداقة
مقدمة
تُعد الصداقة من أسمى وأغلى المشاعر الإنسانية، فهي بئرٌ لا ينضب معينها، وجبلٌ لا تهزّه العواصف، وسماءٌ تمطر دعاءً على الأحبة والأصحاب. وقد تغنى الشعراء عبر العصور بأبياتٍ من الشعر الخالدة التي تصف جمال الصداقة وروعتها، وفي هذا المقال سنستعرض مجموعة من أجمل أبيات الشعر العربي عن الصداقة.
صدق الأخوة
الأخ الصديق هو السند وقت الشدائد، وهو الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه المرء في أحلك الظروف. فالصديقان الحقيقيان كالروح والجسد، لا يفترقان إلا بالموت. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
الصديق وقت الضيق لي هو سندي
مثل ظلي لا يفارقني لدى العسرى
أخٌ صدوقٌ في الحياة أحسّ به
أقوى من القيد الذي يشدّني جسدي
فالصديق الصالح هو الكنز الذي لا يفنى، وهو النور الذي يضيء ظلمات الحياة.
وفاء الأصحاب
الوفاء هو جوهر الصداقة، وهو ما يميز الأصدقاء الحقيقيين عن غيرهم. والصديق الوفي هو من يقف بجانب صاحبه في السراء والضراء، ولا يتخلى عنه مهما كانت الظروف. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
وإذا تصافى وداد القوم واعتدلوا
زادوا ووفوا ولم ينقصهمُ العددُ
فالصديقُ الذي يأتي إليك وديعَةً
إني لأحفظُه ما استودعني مدتِي
والصديق الحقيقي لا يعرف الحسد أو الغيرة، بل يسعد لنجاحات أصدقائه ويساندهم في تحقيق أحلامهم.
صفاء المحبة
من أجمل ما في الصداقة هو صفاء المحبة بين الأصدقاء، فقلوبهم كالصفحة البيضاء التي لا تعرف الحقد أو الضغينة. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
محبتُنا صفوٌ كماءِ معينٍ
وودُّك لي صفوٌ كرقّ الطلِّ
فلا تحسبنّي إن جفوتُك يوماً
بأنّي نسيتُ العهد والميثاقَا
ولا تحسبنّي جافياً لك عن قلى
فإنّ فؤادي في هواك معلَّقُ
المودة والإخاء
المودة والإخاء من أهم دعائم الصداقة، فالصديقان لا يكتفيان بالمحبة فقط، بل يتشاركان في المشاعر والأحاسيس. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إني رأيتُك ما رأيتُ صديقاً
عطوفَ القلب منك لا يضمرُ
وذي مودّةٍ يكادُ يذوبُ
منها لو مسته يدٌ تلمسهُ
وإنه لأخٌ إذا ما طغى
بحرُ الليالي كان لي مركبَهُ
نصرة الصديق
من أهم واجبات الصداقة هي نصرة الصديق في الحق، ومساندته في مواجهة الظروف الصعبة. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إذا المرءُ لم ينصر أخاهُ إذا جار
عليه ولم يعضُدْهُ لم تحمهُ عصمهُ
وإنّي لمن يغشى حماهُ ويرعوي
إليه إذا اعوزته دونَه النعمُ
وكيف أدعُهُ والمنايا دونه
وقد أحكمت بيني وبينك الصلةُ
مكارم الأخلاق
الأخلاق الحميدة هي أساس الصداقة، فالصديق الحقيقي يجب أن يتحلى بمكارم الأخلاق، كالكرم والشجاعة والعفة. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
ومن علامات الفتى صون عرضه
وإصلاحه في السر والإعلان
ومجتنب لغنيمة فيه شبهةً
وإن كان ذا حاجات وضيقان
وكم من صديق ليس يدري مآلهُ
إذا ما تولّى عنه ظهرُ الغواني
وفاء العهد
الوفاء بالعهد هو من أهم صفات الصداقة، فالصديق الحقيقي هو من يفي بعهوده ووعوده، ولا يتخلف عنها مهما كانت الأسباب. وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
ولستُ أخون العهد ما لي حافظٌ
على ما أتاني منك أو منك أرسلا
وإني لأحفظ عهد من أعاهدُهُ
خليلًا وإن لم يحفظ العهد خائنا
وإن نأى عني صديقٌ تركتهُ
لوقتي ولستُ أعاتبُ من لا يعاتبي
خاتمة
الصداقة من أعظم نعم الله على الإنسان، فهي كنز لا يفنى، وسند لا يكسر، ونور يضيء دروب الحياة. وإن الأبيات الشعرية التي استعرضناها في هذا المقال ما هي إلا غيض من فيض ما قيل عن الصداقة، فهي موضوع لا ينضب معينه، ومفهوم لا يدرك مداه. وختاماً، نقول:
جزى الله عنا كل من قال في الصداقة شعراً أو نثراً، فقد أتحفنا بكنوز من الحكمة والفصاحة.