أحسن الله عزاكم وغفر لميتكم
أحبتي في الله، لا شك أن فقدان شخص عزيز علينا هو أحد أصعب الأمور التي نواجهها في حياتنا، وهو أمر لا يمكن تجنبه، حيث إن الموت حق على كل نفس، وفي هذه اللحظات العصيبة، لا يسعنا إلا أن نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء بالصبر والسلوان لأهله وذويه.
أولاً: التعازي والتراحم
إنا لله وإنا إليه راجعون، فافعلوا يا أحبتي ما أمركم الله به من العزاء والتراحم، فقولوا لأهل الفقيد: “أحسن الله عزاكم وغفر لميتكم وألهمكم الصبر والسلوان”، واصبروا معهم على هذا المصاب الجلل، واجتهدوا في مواساتهم بكل ما تستطيعون، فذلك من أهم الأمور التي يجب أن نقدمها في هذه المواقف.
ثانياً: تذكر محاسن الميت
في هذه اللحظات الصعبة، لا بد أن نتذكر محاسن الميت وأعماله الصالحة، فهذا من شأنه أن يخفف عنا بعض الشيء من وطأة المصاب، كما أنه يذكرنا بأن لكل أجل كتاب، وأن الجميع راحلون عن هذه الدنيا الفانية عاجلاً أم آجلاً، ولكن يبقى ذكر الحسنات التي نتركها وراءنا.
ثالثاً: الدعاء والاستغفار
الآن هو وقت الدعاء والاستغفار للميت، فادعوا له بأن يغفر الله له ذنوبه ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، كما ادعوا لأهله وذويه بالصبر والسلوان وأن يربط على قلوبهم ويخفف عنهم مصابهم الجلل.
رابعاً: الصدقات الجارية
من أفضل ما يمكن تقديمه للميت هو الصدقات الجارية التي ينتفع بها في قبره، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وتركت مالاً، ولم توص، وأنا أخشى أن تكون قد هلكت، فقال: تصدق عنها، فإن الصدقة تنفعها”، فبادروا بالصدقات الجارية للميت، والتي منها بناء المساجد والآبار ومساعدة المحتاجين.
خامساً: زيارة القبور
بالإضافة إلى ما سبق، لا بد من زيارة قبر الميت، فهذه الزيارة تذكرنا بأنفسنا وبحتمية الموت، كما أنها فرصة للدعاء للميت والاستغفار له، وتذكر محاسنه وأعماله الصالحة.
سادساً: البر بأهل الميت
إن من أهم ما يجب علينا فعله تجاه أهل الميت هو برهم والإحسان إليهم، فهذا من شأنه أن يشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذا المصاب، كما أن مداراة أهله وذويه من الأمور التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
سابعاً: الصبر والاحتساب
وفي النهاية، لا بد أن نتحلى بالصبر والاحتساب عند مصيبة فقدان شخص عزيز، وأن نؤمن بأن الله عز وجل اختار له ما هو خير، كما أنه لا بد من التوكل على الله تعالى وأن نلجأ إليه في كل أمورنا، فهو وحده القادر على جبر قلوبنا وإخراجنا من هذه المحنة.
الخاتمة
رحم الله موتانا وموتى المسلمين أجمعين، وأحسن الله عزاكم وغفر لميتكم، وألهمكم الصبر والسلوان، وجعل ما أصابكم سبباً في رفع درجاتكم عند الله عز وجل.