اخر ايه نزلت

اخر ايه نزلت

ورد في السنة النبوية أن آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي:

﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُوا خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].

سبب نزول الآية

سبب نزول هذه الآية هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس ذات يوم، فقام إليه رجل من المنافقين وقال: “يا رسول الله، أوصنا”. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا، وأنفقوا خيراً لأنفسكم”. فأعادها الرجل، فقالها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى.

معاني وإشارات في الآية

اتقوا الله ما استطعتم:

التقوى هي أن يراقب الإنسان الله تعالى في كل أقواله وأفعاله، ويبتعد عن نواهيه.

كما أنها تشمل الخوف من عذاب الله ورجاء رحمته.

أمر الله تعالى بالتقوى هنا بصيغة الأمر، وهذا يدل على أهميتها ووجوبها.

واسعوا وأطيعوا:

السمع هو تلقي الخطاب، والطاعة هي امتثال ما أمر به.

وهذه الصفة تدل على أن العبد المطيع هو الذي ينصت إلى أوامر الله تعالى ورسوله، ثم يمتثل لها.
وقد قرن تعالى بين السمع والطاعة لأن الواجب على العبد أن ينفذ ما أمر به، ولا يكتفي بمجرد سماعه.

وأنفقوا خيراً لأنفسكم:
الإنفاق في سبيل الله تعالى من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

والإنفاق لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل كل ما يفيد الناس، مثل بذل العلم والجهد والوقت.

أمر الله تعالى بالإنفاق في هذه الآية مقدمًا على التخلص من البخل، وذلك لأن الإنفاق هو العلاج الناجع للبخل.

ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون:

الشح هو حب المال والحرص عليه، وهو من أشد الأمراض التي تصيب القلوب.

يوقت الشح هو أن يحفظه الله تعالى من هذا المرض القاتل.
ووعد الله تعالى من يقي شح نفسه بالفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

دروس وعبر في الآية

الآية الكريمة جامعة لمعظم أركان الإسلام، فهي تحث على التقوى والطاعة والإنفاق.
كما أنها تدل على أن التقوى هي أساس الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

وقد كانت هذه الآية وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فقد أوصاهم بالتقوى والعمل الصالح والإحسان إلى أنفسهم وإلى غيرهم.

مكانة الآية في القرآن الكريم

تقع الآية الكريمة في سورة التغابن، وهي من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة.

فضائل الآية

للآية الكريمة فضائل كثيرة، منها:

أنها من آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم، وهذا يدل على أهميتها.

كما أنها جامعة لمعظم أركان الإسلام، فهي تحث على التقوى والطاعة والإنفاق.

ووصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وهذا يدل على مكانتها عنده.

خاتمة

وأخيرًا، فإن آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آية جامعة لمعظم أركان الإسلام. وهي وصية نبوية كريمة للأمة الإسلامية، يحث فيها على التقوى والعمل الصالح والإحسان. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع هذه الوصية، وأن يقيض شح أنفسنا.