إذا قالك أحد جزاك الله خير
مقدمة
مما لا شك فيه أن الشكر من أجمل العادات الإسلامية التي تدعو إليها تعاليم الدين الحنيف، إذ حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على شكره سبحانه وتعالى على نعمه المتوالية علينا، كما حثنا على شكر الناس والإحسان إليهم، ففي الحديث النبوي الشريف قوله: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”، ولعل من أجمل الأدعية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دعاء “جزاك الله خيرًا”.
معنى جزاك الله خيرًا
وهو دعاء يُقصد به الثناء على الشخص المُحسن والدعاء له بالخير والبركة، ويُقال عند تقديم المعروف أو المساعدة، ويدخل في هذا الدعاء كل أنواع الخير والبركات سواء في الدنيا أو الآخرة، كما يدل على الثناء على الشخص المُحسن ومدحه على ما قدمه من معروف.
أهمية الدعاء بجزاك الله خيرًا
يكمن في هذا الدعاء عدة فوائد تعود على الشخص المُحسن والداعي له، ومن هذه الفوائد:
زيادة الأجر والثواب: حيث أن هذا الدعاء يُعتبر من الأدعية المستحبة التي تُضاعف أجر وثواب العمل الصالح.
دليلٌ على الإيمان: فالدعاء بجزاك الله خيرًا يدل على إيمان الشخص بالله تعالى وأنه هو المُعطي سبحانه وتعالى، وأن العبد لا يملك شيئًا من النعم إلا من الله سبحانه وتعالى.
صلة الرّحم: يُعد هذا الدعاء من صلة الأرحام، فعندما ندعو لأخينا المسلم بجزاك الله خيرًا فإننا بذلك نتقرب منه وندعو له بالخير، فالدعاء بالخير من أفضل أنواع صلة الرحم.
آداب الدعاء بجزاك الله خيرًا
يجب مراعاة بعض الآداب عند الدعاء بجزاك الله خيرًا، ومنها:
الدعاء من القلب: يجب أن يكون الدعاء خالصًا من القلب وأن نُخلص النية لله سبحانه وتعالى عند الدعاء.
الستر: يجب أن يكون الدعاء سرًا ولا يُقال أمام الملأ، فالدعاء سر بين العبد وربه.
الدعاء بالخير: يجب أن ندعو للمُحسن بالخير الكثير سواء في الدنيا أو الآخرة.
فضل الدعاء بجزاك الله خيرًا
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُبين فضل الدعاء بجزاك الله خيرًا، ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال لأخيه جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرًا فقد أحسن الثناء”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قال الرجل لأخيه المسلم جزاك الله خيرًا فقد برئ ذمته”.
متى يُقال جزاك الله خيرًا
يُقال جزاك الله خيرًا في العديد من المواقف التي يُحسن فيها المسلم إلى أخيه المسلم، ومن هذه المواقف:
عند تقديم المساعدة: سواء كانت مساعدة مادية أو معنوية أو تقديم النصيحة.
عند إسداء معروف: سواء كان معروفًا كبيرًا أو صغيرًا.
عند الدعوة إلى مناسبة: سواء كانت مناسبة سعيدة أو حزينة.
عند إهداء هدية: سواء كانت هدية مادية أو معنوية.
عند القيام بعمل صالح: سواء كان العمل الصالح للفرد نفسه أو لغيره.
كيفية الرد على جزاك الله خيرًا
يوجد عدة عبارات يُمكن من خلالها الرد على دعوة “جزاك الله خيرًا”، ومنها:
بارك الله فيك.
وجزاك الله بالمثل.
الله يجزيك خيرًا.
وإياك والمسلمين.
تقبل الله منا ومنك.
خاتمة
إن الدعاء بجزاك الله خيرًا من الأدعية المستحبة التي تُضاعف أجر وثواب العمل الصالح، كما أنها تدل على إيمان الشخص بالله سبحانه وتعالى وأن العبد لا يملك شيئًا من النعم إلا من الله سبحانه وتعالى، ويجب على المسلم أن يحرص على الدعاء بجزاك الله خيرًا في كل مواقف الإحسان التي تُقدم له، وأن يحرص على الرد على هذه الدعوة بأفضل العبارات.