استودعتك أولادي يا الله
مقدمة
الأولاد أمانة عظيمة في أعناق الآباء، وقد أوصى الله عز وجل بحفظهم وتربيتهم التربية الصالحة التي تجعلهم أعضاء نافعين في مجتمعهم ودينهم. لذلك، فإن الوالدين مسؤولان أمام الله عن رعاية أطفالهم وحمايتهم وتوفير كل ما يلزم لنموهم الجسدي والعقلي والروحي.
أهمية الاستوداع
الأمانة والمسؤولية: يعتبر استوداع الأبناء عند الله بمثابة إقرار من الوالدين بأمانة المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
التوكل والتسليم: يعبر استوداع الأبناء عند الله عن ثقة الوالدين بالله ورضاهم بقضائه وقدره، وتسليمهم أمر أبنائهم إليه.
الحماية والرعاية: عندما يودع الوالدان أبناءهم عند الله، فإنهم بذلك يؤمنون أن الله سيحفظهم ويرعاهم ويحميهم من كل شر ومكروه.
سبل الاستوداع
الدعاء والذكر: يمكن للوالدين الاستوداع من خلال الدعاء إلى الله والتضرع إليه بحفظ أبنائهم وحمايتهم.
التربية الحسنة: تعتبر تربية الأبناء على مبادئ الإسلام وخلقهم على القيم السامية من أهم سبل الاستوداع.
رعايتهم وحمايتهم: يجب على الوالدين توفير الرعاية والحماية اللازمة لأبنائهم، سواء كان ذلك من خلال توفير المأكل والملبس أو من خلال حمايتهم من الأخطار الجسدية والمعنوية.
فضائل الاستوداع
الطمأنينة والسكينة: يمنح الاستوداع الوالدين الشعور بالطمأنينة والسكينة، حيث يتيقنون أن أبناءهم تحت رعاية الله وحمايته.
التوفيق والبركة: يبارك الله في الأبناء الذين يودعهم آباؤهم عنده، ويوفيقهم في أمورهم ويحفظهم من كل سوء.
الأجر والثواب: ينال الوالدان الأجر والثواب من الله على استوداعهم لأبنائهم عنده، كما يعتبران ذلك من أبواب البر وصلة الرحم.
آداب الاستوداع
التوكل على الله: يجب على الوالدين توكيل أمر أبنائهم إلى الله، وعدم المبالغة في الخوف والقلق عليهم.
الرضا بقضاء الله: يجب على الوالدين الرضا بقضاء الله وقدره في كل الأحوال، حتى وإن فقدوا أحد أبنائهم أو تعرضوا لمكروه.
الاستغفار والدعاء: ينبغي على الوالدين أن يستغفروا الله ويدعوه بحفظ أبنائهم وحمايتهم من كل شر وسوء.
أمثلة على الاستوداع
قصة السيدة مريم: عندما وضعت السيدة مريم عيسى عليه السلام في مهده، استودعته عند الله قائلة: “إني أعيذك بالرحمن من الشيطان الرجيم”.
قصة سيدنا إبراهيم: عندما هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل، استودعهم عند الله قائلاً: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.
قصة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري: عندما ودع أبو ذر الغفاري أهله وأصحابه عند وفاته، قال لهم: “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه”.
خاتمة
إن استوداع الأبناء عند الله مسؤولية عظيمة وأمانة كبيرة، ويجب على الوالدين القيام بها على أكمل وجه. من خلال الدعاء والذكر، والتربية الحسنة، ورعاية أبنائهم وحمايتهم، فإنهم يودعونهم عند الله على أمل أن يحفظهم ويرعاهم ويوفقهم في أمورهم. وبالاستوداع، ينال الوالدان الطمأنينة والسكينة والرضا بقضاء الله، وفي الوقت نفسه يحرصون على تربية جيل صالح يكون مفيدًا لمجتمعه ودينه.