اشتهر الهجاء عند العرب
للهجاء عند العرب تاريخ طويل يعود إلى العصر الجاهلي، وكان الهجاء وسيلة لإهانة الخصوم والانتقام منهم، وقد برع فيه كثير من الشعراء العرب، ومن أشهر أبيات الهجاء في الأدب العربي ما يلي:
هجاء الفرزدق لجرير
ومن أشهر أبيات الهجاء بيتا الفرزدق في هجاء جرير، حيث قال:
أراك طويلاً وطويل القناة إذا نظرتَ إلى ساقه الأجربِ
وساقا جريرٍ ساقا بعيرٍ يغنِّي عليها الغرابُ الأبقعُ
فأجابه جرير ببيت شعري ساخر قال فيه:
رأيتُك يا فرزدَق قد أتتنا على حمارٍ يقودُكَ ابنُ زانيةِ
فقلتُ له: ويحَكَ من هذا الذي تَرَى بعينكَ، قال: هذا شانِي
هجاء أبي فراس الحمداني لابن العميد
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله أبو فراس الحمداني في هجاء ابن العميد، حيث قال:
ولقد بلغَني أنك تهجُوني وعلى الذئب لو يعوي لأوجعتُهُ
إن كنتَ زعمتَ بأنني لستُ شاعرًا فكذبُك مثلُ الذي تزعمُهُ
فارسل إليَّ يا ابنَ العميدِ فإنني سأبكي عليكَ ولكنَّهُ بكاءُ دمٍ
هجاء جرير للخطيئة
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله جرير في هجاء الخطيئة، حيث قال:
وإنَّ الخطيئةَ أزرى بالحَصَاةِ ولا زالَ يزرِي على حتى رمى
إذا حاربَتْ قومهُ قومٌ أحرارٌ فكانوا لهُ مَثَلاً في كلِّ يومٍ
فإنَّهمُ لا يَرُدُّون السؤالَ وهم سادةُ الناسِ أهلاً كلهمْ
هجاء الأعشى للنعمان بن المنذر
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله الأعشى في هجاء النعمان بن المنذر، حيث قال:
وقاتَلَتْنا والنِّساءُ تَحُثُّنا ففرَّ فارسُنا وجبانُنا
وأقبلَتْ تُنادي ليثَ كلبٍ هل رايةٌ يُحملُ من شِيبانها
تضربُ بها كلبًا وأهلَ يمانٍ وفلانُها، والخيلُ جردٌ عُتبانُها
هجاء زهير بن أبي سلمى للأوَّد
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله زهير بن أبي سلمى في هجاء الأوَّد، حيث قال:
وقد علمتُ إذا الأعداءُ مزّقوا عني حجابَكَ لم يَلثَغْ لكَ فمُ
فإن يكُ ما قلت حقًا فقد أتت بشيءٍ تُردَّى به الأعناقَ والقممُ
وإن تكُ كاذبًا فيما تقولُ فقد كذبتَ، ولم يبقَ إلا أن تُعَذَّمُ
هجاء امرئ القيس لهرقل
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله امرئ القيس في هجاء هرقل، حيث قال:
أيا هرقلَ ابتدأتَ مديحةَ ربي فأكملْها، فإنَّ الربَّ أكرمُ
وإن كنتَ امرءًا لا تنصرُ دينَهُ فإنَّكَ قد كذبتَ به وبالصنمِ
وإنَّكَ قد قطعْتَ صلةَ دمٍ وقاطَعْتَ الرسولَ إلى الأممِ
هجاء البحتري لابن أبي طاهر
ومن أبيات الهجاء المشهورة، ما قاله البحتري في هجاء ابن أبي طاهر، حيث قال:
وإن كنتَ أمرءًا تزدري الصنيعةَ وتغفلُ عن شكْر الذي قد يصنعُ
فإنكَ لا تزدري إلا الذي كأنكَ لم تُعطَ شيئًا تُمنَعُ
فهلا ابتكرتَ جوابًا غيرَ ما قد أجبْتَ به صاحبَنا إذ يسأَلُ
خاتمة
وهذه بعض من أشهر أبيات الهجاء في الأدب العربي، والتي تُبيِّن مدى براعة الشعراء العرب في هذا الفن الأدبي، والذي كان يُستخدم للتعبير عن مشاعر العداء والانتقام، وقد اشتهر به كثير من الشعراء العرب، ولم يخلُ العصر الجاهلي والإسلامي من هذا النوع الشعري.