الإيمان هو أساس الإسلام، وهو عقد القلب وإقرار اللسان والعمل بالأركان، قال تعالى: وَمَنْ يُكْفِرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 136)، والإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده، قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران: 85)، والإيمان لا يصح إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والعمل الصالح، وكل ما يخرج عن ذلك فهو مبطل للإيمان ومخرج من الإسلام.
أقوال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: “ومن قال: إن الله تعالى لا يعلم ما يكون إلا بعد وقوعه، فقد كفر إجماعًا”.
ويقول الإمام النووي رحمه الله: “اتفق العلماء على أن من قال: إن الله تعالى لا يعلم الغيب، أو أنه لا يقدر على كل شيء، أو أنه ليس حيًا، أو أنه ليس عالمًا، أو أنه ليس بسميع ولا بصير، فقد كفر بإجماع المسلمين”.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومن قال: إن الله تعالى لا يخلق أفعال العباد، ولا يقدر عليها، ولا يعلمها، ولا يسمعها، ولا يراها، فقد كفر بإجماع المسلمين”.
أفعال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: “من سب الله تعالى، أو سب ملائكته، أو رسله، أو أنبياءه، أو كتبه، فقد كفر إجماعًا”.
ويقول الإمام مالك رحمه الله: “من قتل نفسًا معصومة بغير حق، فقد كفر إجماعًا”.
ويقول الإمام أحمد رحمه الله: “من زنى بعد إحصانه، فقد كفر إجماعًا”.
الشرك بالله تعالى
الشرك بالله تعالى هو أعظم الذنوب، قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان: 13)، والشرك هو اتخاذ مع الله تعالى شريكًا في العبادة أو في الربوبية، أو الاعتقاد بأن هناك من يضاهي الله تعالى في صفاته وأسمائه.
والشرك ينقسم إلى قسمين: شرك أكبر، وشرك أصغر، فالشرك الأكبر هو الذي يخرج من الإسلام، مثل عبادة الأصنام أو الأوثان، أو الاعتقاد بأن هناك إلهًا غير الله تعالى.
أما الشرك الأصغر فهو ما دون الشرك الأكبر، مثل الرياء في العبادة، أو الحلف بغير الله تعالى، أو التعلق بالدنيا والإعراض عن الآخرة.
الردة عن الإسلام
الردة عن الإسلام هي الرجوع عن الإسلام إلى الكفر، وهي من أكبر الكبائر، قال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 217).
والردة عن الإسلام تكون بالقول أو بالفعل أو الاعتقاد، فمن قال كلمة كفر، أو فعل فعلاً كفرًا، أو اعتقد اعتقادًا كفرًا، فقد ارتد عن الإسلام.
ومن علامات الردة عن الإسلام: ترك الصلاة، أو ترك الزكاة، أو ترك الصيام، أو ترك الحج، أو سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
الإلحاد في الدين
الإلحاد في الدين هو إنكار وجود الله تعالى، أو إنكار صفاته وأسمائه، أو إنكار نبوة الرسل، أو إنكار الكتب السماوية، أو إنكار اليوم الآخر.
والإلحاد في الدين من أكبر الكبائر، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 167).
ومن علامات الإلحاد في الدين: التعطيل، والتشكيك، والتكذيب، والاستهزاء.
الزندقة
الزندقة هي الخروج عن دين الإسلام بالقول أو بالفعل أو الاعتقاد، وهي من أكبر الكبائر، قال تعالى: وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (البقرة: 108).
والزندقة تنقسم إلى قسمين: زندقة اعتقادية، وزندقة عملية، فزندقة الاعتقادية هي التي تكون في الاعتقاد، مثل الاعتقاد بأن الله تعالى غير موجود، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس نبيًا، أو أن القرآن الكريم ليس كلام الله تعالى.
أما زندقة العملية فهي التي تكون في العمل، مثل سب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو ترك الصلاة، أو ترك الزكاة.
الخوارج
الخوارج هم فرقة من المسلمين خرجوا عن الإسلام بالقول والفعل، وهم يكفرون كل من لم يوافقهم على عقائدهم.
وسموا بالخوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم من أكثر الفرق غلوًا وتكفيرًا.
ومن عقائد الخوارج: أنهم يكفرون كل من ارتكب كبيرة من الكبائر، وأنهم يبيحون دم من خالفهم، وأنهم يرون أن الخليفة يجب أن يكون من قريش.
الذين تنازعوا في الكتاب
وهم الذين اختلفوا في كتاب الله تعالى، فمنهم من قال: إنه محرف، ومنهم من قال: إنه من عند غير الله تعالى، ومنهم من قال: إنه ناقص.
قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنَ الْمُشْرِكِينَ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالَّذِينَ يُكْفِرُونَ بِالْآخِرَةِ هُمْ بِهِ كَافِرُونَ (آل عمران: 199).
ومن الذين تنازعوا في الكتاب: اليهود والنصارى، قال تعالى: وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَلَئِنَّ بَعْدَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (يونس: 19).
الذين قاتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم
وهم الذين قاتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ف