عمر بن الخطاب.. الفاروق الذي لا يخفى
يُعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد أهم الشخصيات في تاريخ الإسلام، وقد اشتهر بالعديد من الصفات التي ميزته عن غيره، ومن أبرز هذه الصفات العدل الذي تميز به في حياته وحكمه.
العدل في حكمه
كان عمر بن الخطاب مثالاً للعدل في حكمه، فقد كان عادلاً مع الجميع بغض النظر عن دينهم أو انتمائهم، وكان يحرص على إحقاق الحق وإبطال الباطل.
ومن أشهر مواقف عدله أنه عندما قدم له أحد اليهود بشكوى ضد أحد المسلمين، ولم يكتف عمر بشهادة المسلم على نفسه بل أخذ بشهادة اليهودي، وقال: “لو جاءنا جبريل بشهادة ما قبلناها إلا مع شاهد من الأرض”.
كما كان عمر بن الخطاب يحرص على الإنصاف بين الناس، فإذا وردت عليه قضية فيها خلاف بين طرفين، كان يستمع إلى أقوالهما جميعًا ولا يميل إلى أحدهما حتى يتبين الحق.
العدل في معاملاته
لم يقتصر عدل عمر بن الخطاب على حكمه فقط، بل كان عادلاً في معاملاته مع الناس أيضًا، فكان يعطي كل ذي حق حقه.
ومن ذلك أنه عندما قسم الدواوين، كان يراعي العدل والإنصاف، فيعطي كل شخص قدرًا مناسبًا من العطاء، ولم يميز بين أحد من الناس على أساس دينه أو نسبه.
كما كان عمر بن الخطاب يحرص على مساعدة الفقراء والضعفاء، فقد كان يتفقد أحوالهم ويقدم لهم العون والمساعدة.
العدل في سياسته
كان عمر بن الخطاب عادلاً في سياسته، فقد كان يحرص على تحقيق العدل بين المسلمين، كما كان عادلاً مع غير المسلمين.
ومن ذلك أنه عندما أراد توسيع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان هناك رجل نصراني يمتلك جزءًا من الأرض التي يريد توسيع المسجد فيها، فطلب عمر من الرجل أن يبيعه الأرض، لكنه رفض.
فعرض عليه عمر أن يأخذ أرضًا أخرى مع تعويضه عن ذلك، لكن الرجل رفض أيضًا، فلم يجبره عمر على بيع الأرض، وقال: “لا نأخذ أرض أحد بغير رضاه”.
العدل في أقواله
كان عمر بن الخطاب عادلاً في أقواله، فلم يكن يظلم أحدًا بكلمة، وكان صادقًا في كلامه، لا يتكلم إلا بالحق.
ومن ذلك أنه عندما قال له أحد الشعراء: “لو كنت خليفة لأعطيتني عشرة آلاف درهم”، فرد عليه عمر: “لو كنت خليفة ما أعطيتك شيئًا”.
وكان عمر بن الخطاب حريصًا على نصح الناس وإرشادهم، وكان يقول الحق ولو كان فيه مرارة، ولم يكن يخشى في الله لومة لائم.
العدل في أفعاله
كان عمر بن الخطاب عادلاً في أفعاله، فقد كان حريصًا على إحقاق الحق وإبطال الباطل، وكان منصفًا في أحكامه.
ومن ذلك أنه عندما جاء إليه رجل يشكو من عامل من عماله، أمر عمر بإحضار العامل وأجلسه بجوار صاحب الشكوى، ثم استمع إلى أقوالهما جميعًا، ثم حكم بينهما بالحق.
كما كان عمر بن الخطاب شديدًا في تطبيق الحدود، وكان يحرص على معاقبة الظالمين والمجرمين، ولم يكن يتساهل معهم.
العدل في عمران البلاد
كان عمر بن الخطاب عادلاً في عمران البلاد، فقد حرص على توزيع العطاء على المسلمين بالتساوي، كما كان يحرص على توفير المرافق العامة للناس.
ومن ذلك أنه أمر بحفر الآبار في البلدان وأنشأ السدود لبناء القرى الزراعية، كما كان يحرص على بناء المساجد والمدارس والمستشفيات.
كما كان عمر بن الخطاب حريصًا على توفير الأمن والاستقرار في البلاد، وكان يرسل الجيوش لفتح البلدان ونشر رسالة الإسلام.
العدل في التربية والتعليم
كان عمر بن الخطاب عادلاً في التربية والتعليم، فقد كان حريصًا على تعليم الناس أصول الدين الإسلامي.
ومن ذلك أنه أمر بتعليم الناس القرآن الكريم والسنة النبوية، كما كان يرسل العلماء إلى البلدان لنشر الإسلام.
كما كان عمر بن الخطاب حريصًا على تعليم الناس العلم والمعرفة، فقد كان يرسل الطلاب إلى البلدان الأخرى لطلب العلم.
الخاتمة
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أعدل الخلفاء في تاريخ الإسلام، وقد تميز عدله في جميع جوانب حياته وحكمه، سواء في معاملاته أو أقواله أو أفعاله أو عمران البلاد أو التربية والتعليم.
وقد ترك عمر بن الخطاب إرثًا كبيرًا من العدل والإنصاف، ولا يزال الناس حتى يومنا هذا يقتدون به في عدله وحكمته.