مفهوم الإحسان إلى الناس
الإحسان إلى الناس هو أحد أهم وأسمى الأخلاق الحميدة التي حثت عليها جميع الأديان السماوية، وهو خلق نبيل يظهر فيه المسلم أرقى صور التعامل مع الآخرين، فمن أحسن إلى الناس فقد أحسن لنفسه، ومن أساء إلى الناس فقد أساء لنفسه.
ويكون الإحسان إلى الناس من خلال مد يد العون لهم ومساعدتهم في قضاء حوائجهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، وكف الأذى عنهم، والرفق بهم، واحترام حقوقهم، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وعيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
فضل الإحسان إلى الناس
الإحسان إلى الناس من الأعمال التي لها فضل كبير وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”، وفي حديث آخر يقول: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.
ومن فضل الإحسان إلى الناس أنه يزيد في محبة الله للإنسان، ويجعله محبوبًا عند الناس، وينشر العدل والرحمة في المجتمع، ويحفظ الأمن والاستقرار، ويخفف من آلام ومعاناة الآخرين.
الوسائل العملية للإحسان إلى الناس
هناك العديد من الوسائل العملية للإحسان إلى الناس، منها:
- مد يد العون للضعفاء والمحتاجين
- إدخال السرور إلى قلوب الآخرين بالكلمة الطيبة أو الفعل الحسن
- كف الأذى عن الناس والابتعاد عن كل ما يؤذيهم
- الرفق بالآخرين والعطف عليهم ومساعدتهم في أمورهم
- صلة الأرحام وصلة الجيران وتفقد أحوالهم
- إصلاح ذات البين وحل الخلافات بين الناس
- عيادة المرضى وتشييع الجنائز
الإحسان إلى الجيران
الجيران هم أقرب الناس إلينا، ولذا يجب علينا الإحسان إليهم، وصلة أرحامهم، وإكرامهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، ومساعدتهم في أمورهم، وكف الأذى عنهم، وعدم الإساءة إليهم بالقول أو الفعل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الجيران عند الله خيرهم لجارهم”، وقال أيضًا: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
الإحسان إلى الفقراء والمساكين
الفقراء والمساكين هم من أكثر الناس حاجة إلى الإحسان والمساعدة، فهم يعانون من الفقر والجوع والمرض، ولذا يجب علينا مد يد العون لهم، وإخراج الصدقات إليهم، وإطعام الجائع، وكسوة العاري، وإيواء اليتيم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، وقال أيضًا: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
الإحسان إلى الوالدين
الوالدان هما من أحق الناس بالإحسان والبر، فقد رزقانا الله تعالى بهما، وأحاطانا برعايتهما، وإحسانهما إلينا لا ينقطع، ولذا يجب علينا الإحسان إليهما، وبرهما، وطاعتهما في غير معصية الله، وإدخال السرور إلى قلوبهما، والرفق بهما، وتفقد أحوالهما، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين من الجهاد في سبيل الله”، وقال أيضًا: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين”.
الإحسان إلى ذوي الرحم
ذوو الرحم هم الأقارب، وهم من يستحقون الإحسان والصلة، ولذا يجب علينا صلة أرحامهم، وزيارتهم، والاطمئنان على أحوالهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه”، وقال أيضًا: “صلة الرحم تزيد في العمر”.
الإحسان إلى الأيتام
الأيتام هم من فقدوا والديهم، وهم من أكثر الناس حاجة إلى الإحسان والرعاية، ولذا يجب علينا كفالتهم، وإيوائهم، وإطعامهم، وكسوتهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
الإحسان إلى المسافرين
المسافرون هم من خرجوا من ديارهم إلى ديار أخرى، وهم من يحتاجون إلى الإحسان والمساعدة، ولذا يجب علينا مساعدتهم، وإيوائهم، وإطعامهم، وكسوتهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا”.
الإحسان إلى المرضى
المرضى هم من يعانون من الأمراض والأسقام، وهم من يحتاجون إلى الإحسان والرعاية، ولذا يجب علينا عيادتهم، وإطعامهم، وكسوتهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه”.
الإحسان إلى الجيران
الجيران هم من يقيمون بجوارنا، وهم من يستحقون الإحسان والصلة، ولذا يجب علينا صلة أرحامهم، وزيارتهم، والاطمئنان على أحوالهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والرفق بهم، وتفقد أحوالهم، وكف الأذى عنهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الجيران عند الله خيرهم لجارهم”، وقال أيضًا: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
الخلاصة
الإحسان إلى الناس خلق كريم وأمر واجب، وهو من أهم الأخلاق الحميدة التي حثت عليها جميع الأديان السماوية، وهو من الأعمال التي لها فضل كبير وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، والإحسان إلى الناس يكون من خلال مد يد العون لهم ومساعدتهم في قضاء حوائجهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، وكف الأذى عنهم، والرفق بهم، واحترام حقوقهم، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وعيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، والإحسان يمتد إلى الجيران والفقراء والمساكين والوالدين وذوي الرحم والأيتام والمسافرين والمرضى، والإحسان إلى الناس من الأعمال التي ينشر العدل والرحمة في المجتمع، ويحفظ الأمن والاستقرار، ويخفف من آلام ومعاناة الآخرين.