الاستغفار والرزق
الاستغفار هو مطلب عظيم من مطالب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة، وهو مفتاح للرزق وكشف الكرب، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب).
علاقة الاستغفار بالرزق
إن الاستغفار من أسباب جلب الرزق، وذلك لعدة أسباب منها:
- يفتح الاستغفار أبواب الرزق المغلقة، وذلك لأن الذنوب والمعاصي تحجب الرزق، فإذا استغفر العبد ربه تاب عليه وأزال عنه الحجب التي تحول بينه وبين الرزق.
- يبارك الاستغفار في الرزق الموجود، وذلك لأن الاستغفار من أسباب نزول البركات، والبركة تزيد في الرزق وتجعله كافيًا.
- يشكر الاستغفار على الرزق، وذلك لأن الاستغفار يدل على شكر العبد لله على نعمه، والشكر من أسباب زيادة النعم.
أسباب حرمان الرزق
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حرمان الرزق، منها:
- الإصرار على الذنوب والمعاصي، وذلك لأن الذنوب والمعاصي تحجب الرزق وتجعله شحيحًا.
- قلة الاستغفار، وذلك لأن الاستغفار هو مفتاح للرزق، فإذا قل الاستغفار قل الرزق.
- ضعف اليقين بالله، وذلك لأن اليقين بالله هو سبب لجلب الرزق، فإذا ضعف اليقين ضعف الرزق.
صور الاستغفار
للاستغفار صور عديدة، منها:
- استغفار اللسان، وذلك بأن يقول العبد: “أستغفر الله”.
- استغفار القلب، وذلك بأن يشعر العبد بالندم على ذنوبه ويعزم على عدم العودة إليها.
- استغفار الجوارح، وذلك بأن يتوب العبد عن ذنوب جوارحه كاليد والرجل والعين.
فضل الاستغفار
للاستغفار فضائل كثيرة، منها:
- يكفر الذنوب، وذلك لقوله تعالى: “وأنتم تستغفرون الله لما فعلتم فيتوب عليكم”.
- يرفع الدرجات، وذلك لقوله تعالى: “استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعًا حسنًا”.
- يدفع الأمراض والأسقام، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “من قال: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، سبع مرات، غفر له”.
دعاء الاستغفار
هناك العديد من أدعية الاستغفار، منها:
- “أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته، وأتوب إليه توبة عبد ذليل خائف، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا”.
- “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها”.
- “أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه”.
أوقات الاستغفار
يستحب الاستغفار في كل وقت، ولكن هناك أوقات يفضل فيها الاستغفار، منها:
- آخر الليل، وذلك لقوله تعالى: “والمستغفرين بالأسحار”.
- بعد الصلوات، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “من قال بعد كل صلاة: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
- عند الاستيقاظ من النوم، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “من استيقظ منكم من نومه، فقال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
الاستغفار والتفاؤل
الاستغفار يولد التفاؤل في النفس، وذلك لأن العبد عندما يستغفر ربه يعلم أن ربه غفور رحيم، وأنه سيتوب عليه ويغفر له ذنوبه، وهذا الشعور يبعث في نفسه الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
الاستغفار والتوكل
الاستغفار يزيد من توكل العبد على الله، وذلك لأن العبد عندما يستغفر ربه يعلم أن الله هو الذي يرزقه وييسر له أموره، وهذا الشعور يجعله يتوكل على الله ويحسن الظن به.
الاستغفار والبركة
الاستغفار يجلب البركة في الرزق والوقت والصحة، وذلك لأن البركة من عند الله، والاستغفار يفتح أبواب البركة، وهذا الشعور يبعث في نفسه السعادة والراحة.
الاستغفار والحفظ
الاستغفار يحفظ العبد من شرور الدنيا والآخرة، وذلك لأن العبد عندما يستغفر ربه يعلم أن الله سيحفظه ويصونه من كل مكروه، وهذا الشعور يبعث في نفسه الاطمئنان والأمان
وفي الختام، فإن الاستغفار مفتاح للرزق وكشف الكرب، وهو سبب لجلب البركات ودفع الأمراض والأسقام، وهو يولد التفاؤل والتوكل في النفس، ويجلب البركة والحفظ، لذلك ينبغي على المسلم أن يكثر من الاستغفار في كل وقت.