الآية “ولسوف يعطيك ربك فترضى”
وردت هذه الآية الكريمة في سورة الضحى، وهي من السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة. وتتكون السورة من 11 آية، وتتناول مواضيع مختلفة، منها الصبر على الشدائد، والثقة في وعد الله تعالى، والإيمان بالآخرة.
مضمون الآية الكريمة
جاء في الآية الكريمة: “ولسوف يعطيك ربك فترضى”، وهي وعد من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالخير والرضى في الدنيا والآخرة. وتشير الآية إلى أن الله تعالى سوف يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم الكثير من النعم والخيرات، سواء في حياته الدنيوية أو في حياته الأخروية. وقد فسر العلماء هذه الآية الكريمة على عدة أوجه، منها:
- أن الله تعالى سوف يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا النبوة والرسالة، والملك والخلافة، والأمة الكثيرة، والفتح المبين، وغير ذلك من النعم.
- أن الله تعالى سوف يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الآخرة أعلى الدرجات في الجنة، وأكمل النعيم، والرضوان التام.
- أن الله تعالى سوف يعطي نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ما يسره ويرضيه، ويجعله من الفائزين السعداء.
الدروس المستفادة من الآية الكريمة
تتضمن الآية الكريمة العديد من الدروس المستفادة، منها:
- أن الله تعالى هو الكريم الوهاب، الذي يعطي عباده من فضله بغير حساب.
- أن الثقة في وعد الله تعالى من أسباب النجاة والفلاح.
- أن الصبر على الشدائد والابتلاءات من صفات المؤمنين الصادقين.
- أن الرضا بقضاء الله وقدره من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
شواهد من القرآن الكريم على وعد الله تعالى
وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على وعد الله تعالى لعباده بالخير والرضى، ومنها:
- “وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم”. (التوبة: 72).
- “والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار”. (الرعد: 22).
قصص من السنة النبوية على وعد الله تعالى
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لن يغلب عسر يسرين”. (رواه مسلم). وهذا الحديث الشريف يدل على أن الله تعالى يعقب الشدائد بالفرج، واليسر باليسر، وأن وعد الله تعالى لعباده بالخير والرضى حق لا شك فيه.
ثمار الرضا بقضاء الله وقدره
للرضا بقضاء الله وقدره ثمار عديدة، منها:
- راحة القلب وسكون النفس.
- زوال الهموم والغموم.
- زيادة الإيمان والثقة بالله تعالى.
كيف نرضى بقضاء الله وقدره؟
لكي نرضى بقضاء الله وقدره يجب علينا أن:
- نعلم أن الله تعالى هو خالق كل شيء، وهو أعلم بما فيه صلاح خلقه.
- نوقن بأن كل ما يصيبنا في الدنيا من خير أو شر هو من عند الله تعالى.
- نتذكر أن الله تعالى هو الرزاق الكريم، وأن رزقنا مضمون بقدره.
الخلاصة
الآية الكريمة “ولسوف يعطيك ربك فترضى” من الآيات العظيمة التي تبشر المؤمنين بوعد الله تعالى بالخير والرضى في الدنيا والآخرة. وتتضمن الآية الكريمة العديد من الدروس المستفادة، منها الثقة في وعد الله تعالى، والصبر على الشدائد، والرضا بقضاء الله وقدره. وبالرضا بقضاء الله وقدره ننال السعادة في الدنيا والآخرة، ونتجنب الهموم والغموم، ويزداد إيماننا وثقتنا بالله تعالى.
