ألا يكفيك أن الله يعلم ما في قلبك
من منا لم يمر بتجربة صعبة وأحس فيها بالوحدة والقنوط، وكأن العالم كله قد تخلى عنه، وأنه لا مفر مما هو فيه، ويبدأ بالشك في قدرة الله على نصرته.
ولكن ما أغفلناه في لحظات ضعفنا تلك أن الله معنا يعلم ما في قلوبنا ويسمع دعواتنا، وأن رحمته سبقت غضبه، وأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالأمل بالله حق علينا، والأخذ بالأسباب واجب ولا تناقض بينهما.
رحمة الله واسعة
فلو تأملنا الكون من حولنا لوجدنا فيه من رحمات الله ما لا يحصى ولا يعد، فكم من مرة نجونا فيها من المكاره بفضل الله وحده، وكم من أمنية تحققت لنا بقدرة الله وعونه.
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فما دامت أرواحنا في أجسادنا، فالأمل بالله باقٍ، فالله قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
الصبر مفتاح الفرج
الصبر فضيلة عظيمة من فضائل المؤمنين، وهو مفتاح الفرج، فمن صبر نال ومن لزم الصبر ظفر، والصبر هو حبس النفس عن الجزع عند المصائب، وهو دليل على قوة إيمان العبد بربه، فكلما زاد إيمان العبد كلما زاد صبره على البلاء.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين” صدق الله العظيم.
اللجوء إلى الله
فإذا ضاقت بك الحياة، وأحاطت بك الهموم من كل جانب، فلا تيأس ولا تحزن، وأقبل على الله بقلبك ولسانك، فهو السميع المجيب، وأكثر من الدعاء والذكر والاستغفار، فالدعاء سلاح المؤمن، وهو سبب رئيسي في جلب الرزق ودفع البلاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
التوكل على الله
وإذا لجأت إلى الله وأخلصت له النية، فألقِ همك عليه وتوكل عليه، فالتوكل على الله هو تفويض أمورك إليه، واليقين بأنه سيصرف عنك السوء ويدفع عنك المكاره، فتوكل على الله وحده، ولا تعلق قلبك بمخلوق.
قال الله تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” صدق الله العظيم.
الرضا بقضاء الله
وإذا قضى الله أمراً فلا تقل ليتني فعلت كذا أو كذا، فإن هذا من وسوسة الشيطان، ولكن أرض بقضاء الله وكن قانعاً بما قسمه لك، فإن الرضا بقضاء الله من علامات الإيمان بالله، فمن رضي بقضاء الله أحبه الله وأحبه الناس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رضي بقضاء الله فهو من الراضين” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاحتساب عند الله
وإذا صبرت واحتسبت عند الله، أي احتسبت الثواب والأجر عند الله على ما أصابك من مصائب وابتلاءات، فإن الله سيكتب لك الأجر العظيم، ويرفع درجتك في الجنة، فاصبر واحتسب عند الله، واعلم أن الله معك يعلم ما في قلبك.
قال الله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” صدق الله العظيم.
لا تيأسوا من روح الله
فيا عباد الله لا تيأسوا من روح الله، فإن الله لا ييأس من عباده، فإذا أذنبت فتب إلى الله واستغفره، وإذا أصابتك مصيبة فاصبر واحتسب عند الله، وإذا ضاقت بك الحياة فتوكل على الله وألجأ إليه، فإن الله معك يعلم ما في قلبك.