التغافل عن الزلات
التغافل عن الزلات من أهم وأسمى الأخلاق الإسلامية، وهو فضيلة عظيمة، خلق بها الله عز وجل بعض عباده. وهو يعني تجاهل أخطاء الآخرين، وعدم محاسبتهم عليها.
أركان التغافل
العلم بالخطأ: يجب أن يكون المتغافل على علم بالخطأ الذي ارتكبه الآخر، وإذا كان يجهل به فلا يكون متغافلاً.
القدرة على المؤاخذة: يجب أن يكون المتغافل قادراً على مؤاخذة الآخر ومعاقبته على خطئه، وإذا كان غير قادر على ذلك فلا يكون متغافلاً.
عدم المؤاخذة: على المتغافل أن لا يؤاخذ الآخر على خطئه، ولا يعاقبه عليه، ولا يذكره به.
فوائد التغافل
للتغافل فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، ومن أهمها:
إصلاح ذات البين: يساعد التغافل على إصلاح ذات البين ورأب الصدع بين الناس، وعدم إثارة الفتن والمشاكل.
حفظ الود: يحفظ التغافل ود الناس ومحبتهم، ويقوي العلاقات بينهم، ويجعلهم أكثر تسامحاً وتراحماً.
التربية على الصبر: يدرب التغافل المرء على الصبر والتحمل، وعدم الانفعال والغضب عند مواجهة الأخطاء.
فضل التغافل
ثناء الله ورسوله: أثنى الله عز وجل على المتغافلين في كتابه الكريم، في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ”. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك المعاتبة نال المحبة”.
مرافقة الكرام: يرافق المتغافلون الكرام في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة بابا يقال له: الوفاء، لا يدخله إلا المتحابون”.
إقبال الناس: يقابل الناس المتغافلين بالإقبال والمحبة والتقدير، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: “المؤمن يغشان الناس بخلق حسن، والمحسن يمشي بينهم بخلق حسن”.
آداب التغافل
توفير الأجواء المناسبة: يجب أن يوفر المتغافل الأجواء المناسبة للتغافل، مثل عدم التواجد في مواقف المحاسبة والإحراج.
عدم الإفراط: يجب على المتغافل ألا يتغافل عن كل الأخطاء، بل يجب أن يتغافل عن بعض الأخطاء البسيطة والغير مؤثرة.
الحذر من الإضرار: يجب على المتغافل أن لا يتغافل عن الأخطاء التي قد تضر به أو بالآخرين.
موانع التغافل
الأخطاء الجسيمة: لا يجوز التغافل عن الأخطاء الجسيمة التي تمس الدين أو الأخلاق أو المجتمع.
حقوق العباد: لا يجوز التغافل عن حقوق العباد، بل يجب المطالبة بها بالحكمة والموعظة الحسنة.
الظلم والقهر: لا يجوز التغافل عن الظلم والقهر الذي يتعرض له الناس، بل يجب نصرة المظلومين والدفاع عنهم.
مواقف يجب التغافل فيها
الأخطاء غير المقصودة: يجب التغافل عن الأخطاء غير المقصودة، مثل الانزلاق أو الخطأ في الكلام.
الأخطاء البسيطة: يجب التغافل عن الأخطاء البسيطة، التي لا تؤثر على العلاقات أو تضر بها.
الأخطاء التي لا يمكن تغييرها: يجب التغافل عن الأخطاء التي لا يمكن تغييرها، مثل أخطاء الماضي أو أخطاء الآخرين.
مواقف لا يجب التغافل فيها
الأخطاء المتكررة: لا يجب التغافل عن الأخطاء المتكررة، لأنها تدل على عدم الاستفادة من الأخطاء السابقة.
الأخطاء التي تضر بالآخرين: لا يجب التغافل عن الأخطاء التي تضر بالآخرين، سواء كانت مادية أو معنوية.
الأخطاء التي تمس الدين أو الأخلاق: لا يجب التغافل عن الأخطاء التي تمس الدين أو الأخلاق، لأنها تهدد المجتمع بأكمله.
في الختام
التغافل عن الزلات فضيلة عظيمة، لها فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، وتساهم في إصلاح ذات البين، وحفظ الود، وتربية المرء على الصبر. ومن آداب التغافل توفير الأجواء المناسبة، وعدم الإفراط، والحذر من الإضرار. ومن موانع التغافل الأخطاء الجسيمة، وحقوق العباد، والظلم والقهر. وفي الوقت الذي يجب التغافل فيه عن الأخطاء غير المقصودة، والأخطاء البسيطة، والأخطاء التي لا يمكن تغييرها، فإنه يجب عدم التغافل عن الأخطاء المتكررة، والأخطاء التي تضر بالآخرين، والأخطاء التي تمس الدين أو الأخلاق.