التكبر على المتكبر هو التواضع بعينه
التكبر هو داء قلبي خطير يصيب الإنسان فيوقعه في مهالك عظيمة، ويحرمه من كرامة الدنيا والآخرة، فالمتكبر يرى نفسه فوق الآخرين، وينظر إليهم نظرة استعلاء وازدراء، وهو لا يرى فضلًا لأحد عليه، ولا يرى لنفسه عيبًا أو نقصًا، فالكبر آفة خطيرة يجب على المسلم الحذر منها والتخلص منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر).
1. التكبر على المتكبر تواضع لله
إن التكبر على المتكبر هو تواضع لله عز وجل، فالمتكبر يرى نفسه كبيرًا عظيمًا، والمتواضع يرى نفسه صغيرًا حقيرًا، فالمتواضع لا يرى لنفسه فضلًا على أحد، ولا يرى لأحد عليه فضلًا، فهو لا يحقر أحدًا، ولا يهينه، ولا يستخفه، فالمتواضع لله هو المتواضع للناس، وهذا من علامات الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه الله).
والتكبر على المتكبر هو من صفات المؤمنين الصادقين، فالمؤمن الصادق لا يتكبر على أحد، ولو كان ذلك الشخص متكبرًا عليه، فالمؤمن الصادق يرى نفسه عبدًا لله، ويرى الناس كلهم عباد الله، وهو يحب للناس ما يحب لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه).
والتكبر على المتكبر من أخلاق الأنبياء والمرسلين، فأنبياء الله ورسله كانوا متواضعين لله وللناس، قال تعالى في سورة الفرقان: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا).
2. التكبر على المتكبر رضا الله
إن التكبر على المتكبر هو من أسباب رضا الله عز وجل، فالله تعالى يحب المتواضعين، ويكره المتكبرين، قال تعالى في سورة القصص: (إن الله لا يحب المستكبرين)، ويقول الله تعالى في سورة العنكبوت: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون).
والتكبر على المتكبر من أسباب دخول الجنة، فالمتكبر يدخل النار، والمتواضع يدخل الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من تواضع، ويدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من كبر).
والتكبر على المتكبر من أسباب زيادة الرزق، فالتواضع يزيد الرزق، والكبر ينقص الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله).
3. التكبر على المتكبر من أخلاق المؤمن
والتكبر على المتكبر من أخلاق المؤمن، فالمؤمن لا يتكبر على أحد، ولو كان ذلك الشخص متكبرًا عليه، فالمؤمن الصادق يرى نفسه عبدًا لله، ويرى الناس كلهم عباد الله، وهو يحب للناس ما يحب لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه).
والتكبر على المتكبر من أخلاق الأنبياء والمرسلين، فأنبياء الله ورسله كانوا متواضعين لله وللناس، قال تعالى في سورة الفرقان: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا).
والتكبر على المتكبر من أخلاق الصديقين والشهداء والصالحين، فالصديقون والشهداء والصالحون كانوا متواضعين لله وللناس، قال تعالى في سورة آل عمران: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية).
4. التكبر على المتكبر من صفات المتقين
والتكبر على المتكبر من صفات المتقين، فالمتقون هم الذين يتقون الله في كل أقوالهم وأفعالهم، وهم الذين لا يتكبرون على أحد، ولو كان ذلك الشخص متكبرًا عليهم، فالمتقون يرون أن التكبر على المتكبر هو من صفات المنافقين، وليس من صفات المؤمنين.
والتكبر على المتكبر من صفات الصالحين، فالصالحون هم الذين يصلحون أقوالهم وأفعالهم، وهم الذين لا يتكبرون على أحد، ولو كان ذلك الشخص متكبرًا عليهم، فالصالحون يرون أن التكبر على المتكبر هو من صفات الأشرار، وليس من صفات الأبرار.
والتكبر على المتكبر من صفات الشهداء، فالشهداء هم الذين يشهدون لله في كل أقوالهم وأفعالهم، وهم الذين لا يتكبرون على أحد، ولو كان ذلك الشخص متكبرًا عليهم، فالشهداء يرون أن التكبر على المتكبر هو من صفات الكفار، وليس من صفات المؤمنين.
5. التكبر على المتكبر ذم في السنة
والتكبر على المتكبر ذم في السنة النبوية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله).
والتكبر على المتكبر ذم في كلام السلف، فقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (الكبر رداء الله، فمن نازعه فيه قصمه)، وقال الحسن البصري رحمه الله: (الكبر رأس كل خطيئة).
والتكبر على المتكبر ذم في عقول العقلاء، فالعقلاء يعلمون أن التكبر على المتكبر هو من صفات الجاهلين، وليس من صفات العقلاء، فالعقلاء يرون أن التكبر على المتكبر هو من صفات الحمقى، وليس من صفات الحكماء.
6. التكبر على المتكبر ضد التواضع
والتكبر على المتكبر ضد التواضع، فالتواضع هو ضد الكبر، والتواضع هو خلق محمود، والكبر خلق مذموم، والتواضع يرفع صاحبه، والكبر يضع صاحبه، والتواضع يحبب صاحبه إلى الناس، والكبر يبغض صاحبه إلى الناس.
والتكبر على المتكبر من صفات المنافقين، فالمنافقون هم الذين يتكبرون على الناس، ولو كانوا أغنياء أو فقراء، ولو كانوا علماء أو جهلاء، ولو كانوا شيوخًا أو شبابًا، فالمنافقون يرون أن التكبر على الناس هو من صفات القوة، وليس من صفات الضعف.
والتكبر على المتكبر من صفات الأشرار، فالأشرار هم الذين يتكبرون على الناس، ولو كانوا أغنياء أو فقراء، ولو كانوا علماء أو جهلاء، ولو كانوا شيوخًا أو شبابًا، فالأشرار يرون أن التكبر على الناس هو من صفات القوة، وليس من صفات الضعف.
7. علاج التكبر
والتكبر على المتكبر داء قلبي يصيب الإنسان، ويؤدي به إلى الهلاك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق، وغمط الناس).
وعلاج التكبر يكون بالذكر والتواضع والكرم، فالمؤمن الصادق يذكر نفسه بآيات الله تعالى وأحكام دينه، ويتواضع للناس، ويكرمهم، ولا يحتقرهم، ولا يهينهم.
والتكبر على المتكبر خلق مذموم، والتواضع خلق محمود، والمؤمن الصادق يعالج التكبر بالذكر والتواضع والكرم، ويدعو الله تعالى أن يرزقه حسن الخلق.
الخاتمة
والتكبر على المتكبر هو التواضع بعينه، فالمتكبر على المتكبر هو المتواضع لله، فالمتكبر على المتكبر يحب لل