الحبيب بن حسن بن علي الفرع السويدي
نشأته وحياته:
وُلد الحبيب فرع السويدي في مدينة تريم بحضرموت في عام 1332هـ، ونشأ في كنف أسرة عريقة ومتدينة، وتلقى تعليمه الأولي في حلقات العلم بمساجد تريم، وتتلمذ على يد كبار علماء عصره كالحبيب أحمد بن عمر الشاطري والحبيب عبدالله بن محمد السقاف.
كان الحبيب فرع السويدي معروفًا بذكائه الحاد وسعة علمه، وأتقن العديد من العلوم الشرعية واللغوية، كما برع في الشعر والأدب، وقد ألف العديد من الكتب والرسائل في العقيدة والتصوف والسلوك.
تزوج الحبيب فرع السويدي من السيدة فائقة بنت الحبيب علوي بن طاهر السقاف، وأنجب منها عددًا من الأبناء والبنات.
رحلاته ومشايخه:
سافر الحبيب فرع السويدي إلى العديد من البلدان، منها الهند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، حيث التقى بكبار العلماء والمشايخ وتبادل معهم العلم والخبرة.
تتلمذ الحبيب فرع السويدي على يد عدد من المشايخ الكبار، منهم الحبيب أحمد بن علي الحداد والحبيب محمد بن عبدالقادر بافضل والحبيب عبدالله بن محمد العطاس.
كان الحبيب فرع السويدي من المقربين إلى الحبيب حسن بن عبدالقادر بن سالم بافضل، وكان ملازمًا له وملاصقًا في حضرته وسفره.
مرتبته ومكانته:
حظي الحبيب فرع السويدي بمكانة كبيرة بين علماء عصره ومحبيه، وكان معروفًا بحكمته وتواضعه وسعة صدره.
أُطلق على الحبيب فرع السويدي لقب “الفرع” نسبة إلى فخذه من فخذ آل الفقيه علي باعلوي، وهو من أشهر الألقاب الحضرمية.
كان الحبيب فرع السويدي من كبار مشايخ الصوفية في عصره، وكان له مريدون كثيرون في حضرموت وخارجها.
تآليفه ومنظوماته:
ترك الحبيب فرع السويدي العديد من المؤلفات والمنظومات في مختلف العلوم الإسلامية، منها:
- كتاب “إتحاف الإخوان بأحوال الفرع والزمان”
- كتاب “إرشاد الإخوان في بيان الأفران”
- كتاب “حقيقة الإيمان”
وكان الحبيب فرع السويدي أيضًا شاعرًا مبدعًا، ونظم العديد من القصائد في المديح النبوي والزهد والتصوف.
صفاته وأخلاقه:
كان الحبيب فرع السويدي معروفًا بصفاته النبيلة وأخلاقه الحميدة، منها:
- التواضع والزهد
- كثرة العبادة والذكر
- معاملة الناس بالحسنى
كان الحبيب فرع السويدي دائمًا مبتسمًا ومرحًا، وكان يحب مجالسة الفقراء والمساكين وإكرامهم.
دوره في المجتمع:
للحبيب فرع السويدي دور كبير وبارز في المجتمع الحضرمي، حيث كان من أبرز العلماء الذين عملوا على نشر العلم والتربية والتصوف.
أسس الحبيب فرع السويدي العديد من المدارس والمساجد في حضرموت وخارجها، وكان داعية للوحدة والإخاء بين المسلمين.
حظيت كلماته ومواعظه بقبول كبير من الناس، وكان له تأثير كبير في إصلاح المجتمع وتهذيبه.
وفاته وآثاره:
توفي الحبيب فرع السويدي في مدينة تريم في عام 1414هـ، ودُفن في مقبرة السادة آل باعلوي.
ترك الحبيب فرع السويدي وراءه إرثًا كبيرًا من العلم والتصوف، ولا تزال كتبه ومنظوماته تُدرس وتعاد طباعتها.
يُذكر الحبيب فرع السويدي حتى اليوم باعتزاز وإكرام، ويُعتبر من أبرز علماء ومشايخ حضرموت.