الحمدلله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الحمد لله هو أحد الأذكار العظيمة التي وردت في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهو من أسباب نزول المغفرة والرحمة على عباده المؤمنين. وقد حثنا الله تعالى على شكره وحمده والثناء عليه، ففي سورة الفاتحة التي يكررها المسلم عشرات المرات في اليوم والليلة يقول الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، كما يقول تعالى في سورة الإسراء: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا.
فضل الحمد لله
وللحمد فضائل كثيرة منها:
زيادة الإيمان وتقوى الله تعالى.
نزول المغفرة والرحمة من الله تعالى.
دخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.
رفع الدرجات في الجنة.
دفع البلاء والشر عن العبد.
أقسام الحمد لله
ينقسم الحمد لله إلى قسمين:
الحمد لله المطلق: وهو الذي يقال بصفة عامة دون تخصيص سبب معين، مثل قولنا: “الحمد لله” أو “الحمد لله رب العالمين”.
الحمد لله المقيد: وهو الذي يقال على نعمة معينة أو سبب محدد، مثل قولنا: “الحمد لله على نعمه الكثيرة” أو “الحمد لله الذي شفاني من مرضي”.
آداب الحمد لله
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الحمد لله، منها:
أن يكون الحمد لله صادقا من القلب.
أن يكون الحمد لله على جميع النعم الظاهرة والباطنة.
أن يكون الحمد لله مستمرا في جميع الأوقات والأحوال.
أن يكون الحمد لله خالصا لله تعالى وحده.
الحمد لله في القرآن الكريم
ورد ذكر الحمد لله في القرآن الكريم في أكثر من سورة، ومن ذلك:
في سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
في سورة البقرة: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا.
في سورة آل عمران: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا لَهُ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.
الحمد لله في السنة النبوية
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تحث على الحمد لله، منها:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يصبح عشر مرات: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.
الحمد لله في حياة المسلم
يجب على المسلم أن يجعل الحمد لله ديدنه في جميع أحواله، فالحمد لله عند الشدة والرخاء، والحمد لله عند النعمة والبلاء، والحمد لله على كل حال.
خاتمة
الحمد لله هو عبادة عظيمة يجب على المسلم أن يواظب عليها في جميع أوقاته وأحواله، فهو من أسباب دخول الجنة ونيل رضا الله تعالى. نسأل الله تعالى أن يرزقنا الحمد والشكر والثناء عليه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. والحمد لله رب العالمين.