الحمد لله بعد الرضا
إن الحمد لله تبارك وتعالى هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من خصائص المؤمنين الصادقين الذين عرفوا قدر نعمة الله عليهم، وأيقنوا بأن كل ما آتاهم من نعم إنما هو من فضله وتوفيقه.
أسباب الحمد لله بعد الرضا
هناك العديد من الأسباب التي تدعو العبد إلى الحمد لله بعد الرضا، ومن أهمها:
- أن الحمد لله هو تعبير عن الاعتراف بنعم الله والإقرار بها، وهذا من صفات العبودية لله تعالى.
- أن الحمد لله هو سبب لزيادة النعم، فمن شكر الله زاد الله له، ومن كفر كفاه الله.
- أن الحمد لله هو مفتاح السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة، فمن حمد الله رضي عنه الله وأرضاه.
من صور الحمد لله بعد الرضا
يتجلى الحمد لله بعد الرضا في صور عديدة، منها:
- التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد لله تعالى.
- الشكر لله على نعمه الظاهرة والباطنة، وعلى السراء والضراء.
- الرضا بقضاء الله وقدره، وقبول ما يصيب العبد من خير أو شر.
فضل الحمد لله بعد الرضا
إن للحمد لله بعد الرضا فضل عظيم، ومن فضله:
- أن الحمد لله يمحو الذنوب ويزيد الحسنات.
- أن الحمد لله يدفع البلاء وينزل الرحمة.
- أن الحمد لله يفتح أبواب الرزق والتوفيق.
آداب الحمد لله بعد الرضا
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الحمد لله بعد الرضا، ومنها:
- أن يكون الحمد لله بصدق وإخلاص.
- أن يكون الحمد لله على كل نعمة، مهما كانت صغيرة.
- أن يكون الحمد لله على الأمور التي يرضاها العبد والتي لا يرضاها.
ثمار الحمد لله بعد الرضا
إن الحمد لله بعد الرضا له ثمار عديدة، منها:
- حصول العبد على رضا الله تعالى.
- زيادة النعم والتوفيق والسعادة.
- حفظ العبد من البلاء والشرور.
الحمد لله بعد الرضا في القرآن والسنة
ورد الحض على الحمد لله بعد الرضا في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك:
- قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
- قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: 103].
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
خاتمة
إن الحمد لله بعد الرضا هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من صفات المؤمنين الصادقين الذين عرفوا قدر نعمة الله عليهم. للحمد لله بعد الرضا فضل عظيم، ومن فضله أنه يمحو الذنوب ويزيد الحسنات، ويدفع البلاء وينزل الرحمة، ويفتح أبواب الرزق والتوفيق. لذلك، يجب على المسلم أن يحمد الله على كل نعمة، مهما كانت صغيرة، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يثق بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.