الرد على ميرسي
أوّل ما يجب فعله عند الرّد على ميرسي هو التذكير بأنّ ميرسي هو الشخص الذي أسقط شرعيّة رئيس منتخب، ووضع نفسه مكانًا له، ولم يسمح بتنظيم التظاهرات ضدّه، ودفع بالشرطة للتنكيل بمؤيّدي الرئيس الشرعي، سابقًا، واستخدم القضاء لملاحقة معارضيه سياسيًا، وأسقط دستور 2012، وأجرى تعديلات دستورية -بعد استفتاء صورّي- على المقاس، وعرّض الأمن القومي للخطر، من خلال تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعوديّة، وارتكب العديد من الجرائم بحق الوطن والشعب، لذا فإنّه ليس من المفيد الاستماع إلى مثل هذا الشخص.
1- جهل ميرسي بالسياسة
ثانيًا، يجب أن يُذكّر الرأي العام أيضًا بأنّ ميرسي لم يكن له أيّ دراية أو خبرة سياسيّة قبل ثورة يناير، ولم يكن له أيّ دور مرئي في الثورة، بل كان بالأحرى من المُتحالفين مع فلول مبارك، ولم يعرف عنه أنّه نظّر أو كتب أو خطب ضد مبارك في يوم من الأيّام، وبالتالي فإنّه لا يمكن إطلاقًا أن يُنظر إليه على أنّه خبيرًا سياسيًا.
والواقع أنّه يجب أن نكون حذرين للغاية من أولئك الذين يدّعون معرفة كل شيء لكنهم لا يعرفون شيئًا في الحقيقة، وقد رأينا ذلك كثيرًا في تاريخنا، وخاصّة بعد ثورة يناير، عندما ظهر الكثير من المتنطعين والمتشدّقين الذين لم يكونوا يعرفون شيئًا عن السياسة، لكنهم مع ذلك كانوا يتحدّثون وكأنّهم خبراء.
لذا فإنّه من الأفضل كثيرًا تجاهل مثل هؤلاء الأشخاص، والتركيز على من لديهم خبرة حقيقيّة في مجال السياسة، والذين أثبتوا كفاءتهم في إدارة الأمور.
2- فساد ميرسي
ثالثًا، يجب أيضًا أن نسلّط الضوء على قضايا الفساد التي تورّط فيها ميرسي، ومنها حادثة اختفاء 4 مليارات جنيه من وزارة الماليّة، فضلاً عن تورّطه في قضية رشاوى شركة Orascom، ناهيك عن تسهيل منح قطعة أرض لتنظيم الإخوان المسلمين بأسوان، وهذا غيض من فيض.
والواقع أنّه ليس مفاجئًا على الإطلاق أن يتورّط ميرسي في الفساد، بالنظر إلى خلفيته في جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة معروفة بتواطؤها مع الفساد ونهب المال العام، لذا فإنّه من الواضح أن ميرسي لم يكن مختلفًا عن غيره من قادة الإخوان.
لذا فإنّه يجب أن يحاسب ميرسي على جرائمه، ولا يجب السماح له بالإفلات من العقاب، ويجب أيضًا أن تكون قضيته عبرة لكل من يفكّر في استغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصيّة.
3- تعرّض ميرسي للأمن القومي للخطر
رابعًا، يجب أن نؤكد على أنّ ميرسي تعرّض للأمن القومي للخطر، من خلال تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعوديّة، على الرغم من أنّ هاتين الجزيرتين هما جزء لا يتجزّأ من الأراضي المصريّة، وقد أثبتت الدراسات والوثائق التاريخيّة ذلك بالدليل القاطع.
ولا شكّ أنّ تسليم ميرسي للجزيرتين يُعدّ خيانة عظمى، ويُعدّ تفريطًا في جزء من أراضي الوطن، ويُعدّ أيضًا انتهاكًا فاضحًا للدستور والقانون، ويُعدّ كذلك إضرارًا بمصالح مصر العليا.
لذا فإنّه يجب محاسبة ميرسي على هذه الجريمة، ويجب أيضًا إعادة الجزيرتين إلى مصر، ويجب كذلك اتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
4- أخطاء ميرسي الاقتصاديّة
خامسًا، يجب أيضًا أن ننتقد الأخطاء الاقتصاديّة الفادحة التي ارتكبها ميرسي، ومنها زيادة نسبة الديون بشكل كبير، فضلاً عن زيادة معدّلات التضخّم والبطالة، ناهيك عن تدهور سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبيّة.
ولا شكّ أنّ هذه الأخطاء الاقتصاديّة كانت لها آثار سلبيّة للغاية على حياة المواطنين، حيث أدّت إلى انخفاض مستويات المعيشة، وزيادة معدّلات الفقر، وتدهور الوضع الاقتصادي العام في البلاد.
لذا فإنّه يجب محاسبة ميرسي على هذه الأخطاء، ويجب أيضًا اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح هذه الأخطاء، وإعادة الاقتصاد المصري إلى مساره الصحيح.
5- قمع ميرسي للحريّات
سادسًا، يجب أيضًا أن ندين قمع ميرسي للحريّات، ومنها حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التظاهر، فضلاً عن ملاحقة المعارضين السياسيين، ناهيك عن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.
ولا شكّ أنّ قمع ميرسي للحريّات هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وهو دليل واضح على استبداد ميرسي، وهو أمرٌ مرفوض تمامًا ولا يمكن السكوت عنه، لذا فإنّه يجب محاسبة ميرسي على هذه الجرائم، ويجب أيضًا اتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
كما يجب أيضًا محاسبة ميرسي على دوره في أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي أدت إلى مقتل المئات من المتظاهرين السلميين، ويجب أيضًا محاسبة ميرسي على دوره في أحداث 30 يونيو 2013، والتي أدت إلى سقوطه.
6- وقوف ميرسي وراء جماعة الإخوان المسلمين
سابعًا، يجب أيضًا أن نؤكّد على أنّ ميرسي هو جزءٌ من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة متطرّفة وإرهابيّة، وقد صنّفتها العديد من الدول على أنّها جماعة إرهابيّة، لذا فإنّه لا يمكن الوثوق بميرسي أو بأيّ من قادة الإخوان المسلمين.
كما يجب أيضًا أن نؤكّد على أنّ الإخوان المسلمين هم الذين دفعوا ميرسي إلى السلطة، وأنّهم هم الذين دعموه، وأنّهم هم الذين استفادوا من حكمه، لذا فإنّ ميرسي مدين بالفضل للإخوان المسلمين، وهو لن يتردّد أبدًا في التعاون معهم في المستقبل.
لذا فإنّه من الواضح أنّ ميرسي ليس سوى أداة بيد الإخوان المسلمين، وهو لن يتردّد أبدًا في تنفيذ أجندتهم، لذا فإنّه لا يمكن الوثوق به بأيّ حال من الأحوال.
الخلاصة
في الختام، فإنّ ميرسي لا يستحق أن يُستمع إليه، فهو شخصٌ فاسد ومجرم، وهو خطر على مصر والأمن القومي المصري، لذلك يجب تجاهله وعدم الالتفات إليه.