الصحابيّة التي كُنّيت بأم أبيها
أم أبيها لقب أُطلق على إحدى الصحابيّات الجليلات، وهي إحدى نساء قريش اللواتي أسلكن طريق الإسلام، ولعبن دورًا مهمًا في نشر تعاليمه السمحة، وقد عُرفت هذه الصحابية بمكانتها العالية، وشرف نسبها، وفضائلها الجمة، ومساهماتها العديدة في خدمة الإسلام والمسلمين.
نشأتها ونسبها
وُلدت أم أبيها في مكة المكرمة، وهي ابنة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، أحد الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وقد نشأت في بيت كريم، وتلقت تعليمًا جيدًا، وتأثرت بصفات والدها الحميدة، وأخلاقه النبيلة.
إسلامها وبيعتها
أسلمت أم أبيها في وقت مبكر، وكانت من السابقين إلى الإسلام، وشهدت بيعة العقبة الأولى والثانية، كما شاركت في هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، واستقرت هناك مع والدها، وساهمت في تأسيس الدولة الإسلامية الفتية.
دورها في نشر الإسلام
لم تكتفِ أم أبيها بدخول الإسلام، بل كانت حريصة على نشره بين الناس، فكانت تدعو النساء إلى الإسلام، وتعلمهّن تعاليمه، وتحثهن على الالتزام بأحكامه، كما كانت تشارك في الغزوات والسرايا، وتساهم في تمريض الجرحى، وإسعاف المحتاجين.
فضائلها وخصالها
تمتعت أم أبيها بالعديد من الفضائل والخصال الحميدة، فقد كانت عابدة زاهدة، وقانتة لله، كما كانت متواضعة، ولينة الجانب، محبة لفعل الخير، وكان لها مجلس تُعلم فيه النساء أحكام الإسلام، وكانت تتميز بحسن الخلق، ورجاحة العقل، والفطنة.
دورها في تربية أولادها
اهتمت أم أبيها بتربية أولادها تربية إسلامية صحيحة، وغرس فيهم حب الله ورسوله، والأخلاق الحميدة، وقد نجحت في تربية أولادها على أفضل وجه، فكانوا جميعًا من خيرة الصحابة، ومن أعلام الإسلام البارزين.
وفاتها ومكانتها
توفيت أم أبيها في المدينة المنورة سنة 13 هـ، ودُفنت في البقيع، وقد حظيت بمكانة عالية عند المسلمين، وأثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: “خير نساء قريش أم أبيها”، وقال عنها: “ما رأيت أحدًا أشبه بأبي بكر في خلقه وخلقه من أم أبيها”.
خاتمة
كانت أم أبيها مثالًا للمرأة المسلمة المثالية، فهي صحابية جليلة، ذات فضائل جمة، ومكانة عالية، وقد تركت بصمة واضحة في تاريخ الإسلام، وأسهمت بشكل كبير في نشر تعاليمه السمحة، وتربية جيل من المسلمين المتفوقين، الذين خدموا الإسلام والمسلمين.