الغدر من أقرب الناس
مقدمة
الغدر من أبشع الأخلاق وأكثرها شناعة وذما، ولا يصدر إلا من النفوس الضعيفة المريضة التي لا تبالي بغير مصالحها، ولا تعير القيم والمبادئ أي اهتمام، وقد حذرت الأديان السماوية منه ونهت عنه وأوصت بالوفاء وحفظ العهد، قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ”.
أقسام الغدر
ينقسم الغدر إلى قسمين رئيسيين:
1. الغدر العلني
وهو الذي يصدر عن شخص لآخر دون مواربة أو خفاء، وذلك كأن يخلف وعده أو ينكث بعهده أو ينقض عهده.
2. الغدر الخفي
وهو الذي يصدر عن شخص لآخر في السر دون أن يشعر به أو يعلم به، وذلك كأن يمكر به أو يخادعه أو يغتابه أو ينم عليه.
أسباب الغدر
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشخص إلى الغدر، منها:
1. ضعف الإيمان
ضعف الإيمان بالله تعالى وعدم الخوف من عذابه هو أحد أهم أسباب الغدر، فالشخص الذي لا يؤمن بالله ولا يخاف من عقابه لا يجد مانعًا من خيانة الأمانة والغدر بالمواثيق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغدر، فإن الله تعالى يقول: أنا عند الظن بي، إن ظن بي خيرًا فهو بي، وإن ظن بي شرًا فهو بي”.
2. سوء الخلق
سوء الخلق والتطبع بالأخلاق الذميمة كالحقد والحسد والجبن والخيانة هو من أهم أسباب الغدر، فالشخص الذي يتصف بهذه الأخلاق لا يجد غضاضة في الغدر بمن حوله وإن كان أقرب الناس إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم وخصلتين مهلكتين: الفحش والغدر، والفحش البذاء، والغدر البغض عند الله وعند الناس”.
3. المنفعة الشخصية
المنفعة الشخصية قد تدفع الشخص إلى الغدر بمن حوله، وذلك عندما يرى أن الغدر سيحقق له منفعة أو مصلحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الوفاء ويكره الغدر”.
آثار الغدر
للغدر آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، منها:
1. تدمير الثقة
الغدر يهدم الثقة بين الناس ويجعلهم ينظرون إلى بعضهم البعض بعين الريبة والشك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.
2. تفكيك المجتمع
الغدر يفرق بين الناس ويؤدي إلى تفكك المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن لا يغدر والمنافق غدار”.
3. إضعاف المؤسسات
الغدر يضعف المؤسسات ويجعلها غير قادرة على أداء وظائفها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغدر، فإن الغدر من شيم المنافقين”.
الحماية من الغدر
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الغدر، منها:
1. اختيار الصديق
يجب اختيار الصديق بعناية وانتقاء من تثق به ولا تخشى غدره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
2. الحذر في التعامل
ينبغي الحذر في التعامل مع الناس وعدم الوثوق بهم بشكل كامل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تؤمنن أحدًا على مالك ولا عرضك إلا أمينًا مجربًا”.
3. مراقبة النفس
ينبغي مراقبة النفس وحفظها من الغدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغدر، فإن الغدر من شيم المنافقين”.
علاج الغدر
إذا وقع الشخص في الغدر فإنه يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى وأن يعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.
الخاتمة
الغدر من أقبح الأخلاق وأكثرها شناعة، وهو من علامات النفاق والضعف، ويجب على المرء أن يتحلى بحسن الخلق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وأن يحذر من الغدر ويتجنبه بأقصى ما يمكن.