اللهم أجرنا من النار
مقدمة
جعلت النار إحدى أقسى العقوبات التي تنتظر الكافرين والطغاة، كما في قول الله تعالى: وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (آل عمران: 131). ولهذا السبب نجد الدعاء بالنجاة من النار من أهم الأدعية التي ينبغي أن يكثر من قولها كل مؤمن.
فضائل الدعاء بالنجاة من النار
حثنا النبي -عليه الصلاة والسلام- على كثرة الدعاء بالنجاة من النار، وذلك لما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار” (رواه البخاري ومسلم). وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال” (رواه مسلم).
آثار الدعاء بالنجاة من النار
إن الدعاء بالنجاة من النار له آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن آثار هذا الدعاء ما يلي:
1. إطفاء غضب الله
قال الله تعالى: وَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (المعارج: 42). فالدعاء بالنجاة من النار يطفئ غضب الله ويمنع العذاب.
2. زيادة الإيمان
إن الدعاء بالنجاة من النار يزيد من إيمان العبد بربه، ويقوي قلبه، ويجعله أكثر تقوى.
3. حصول الأجر والثواب
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت: 69). فالدعاء بالنجاة من النار من أعظم أنواع الجهاد، ومن يفعل ذلك يجزيه الله خير الجزاء.
أسباب النجاة من النار
هناك أسباب كثيرة تنجي العبد من النار، ومن هذه الأسباب ما يلي:
1. التوحيد
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَاهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (العنكبوت: 58). فمن وحد الله ولم يشرك به شيئًا نجا من النار.
2. طاعة الله ورسوله
قال الله تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (آل عمران: 132). فمن أطاع الله ورسوله واتبع أمرهما نجا من النار.
3. فعل الخيرات
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (لقمان: 8). فمن آمن بالله وعمل الصالحات نجا من النار.
أحوال أهل النار
وصف الله تعالى في القرآن الكريم أحوال أهل النار، ومن ذلك ما يلي:
1. شدة العذاب
قال الله تعالى: فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَهُمْ فِيهَا حُجُرٌ الْعَذَابُ (آل عمران: 136). فالنار شديدة العذاب، لا يتحملها أحد من الخلق.
2. الخلود في النار
قال الله تعالى: وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (الواقعة: 41-46). فأهل النار خالدون فيها أبدًا، لا يخرجون منها.
3. عدم الشفاعة
قال الله تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (الأنبياء: 28). فلا يشفع لأهل النار أحد، ولا ينقذهم من عذابها.
التحذير من النار
حذر الله تعالى في القرآن الكريم من النار، ومن ذلك ما يلي:
1. الوعد بالنار
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 39). فالكافرون والذين كذبوا بآيات الله موعودون بالنار.
2. الوعيد بالنار
قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (الجن: 23). فمن عصى الله ورسوله موعود بالنار.
3. التخويف بالنار
قال الله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا يُصِيبُكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى: 30). فالله تعالى يخوف عباده بالنار إذا عصوه.
الخاتمة
إن اللهم أجرنا من النار من أهم الأدعية التي ينبغي أن يكثر من قولها كل مؤمن، فهي تنجي من العذاب الأليم. وقد ذكرنا في هذا المقال فضائل وآثار وآسباب النجاة من النار، كما ذكرنا أحوال أهل النار والتحذير منها. نسأل الله تعالى أن يجنبنا جميعًا النار، ويدخلنا جنته.