الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر، واحفظها من كل مكروه، وأعزها بعزك، وانصرها بنصرك، وارحمنا برحمتك، يا أرحم الراحمين.
أولاً: أهمية الدعاء
الدعاء هو عبادة لله تعالى، وهو سلاح المؤمن، وهو سبب لنزول الرحمات ونيل المغفرة، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على الدعاء، فقال: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”، وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
للدعاء آداب ينبغي مراعاتها، منها: الإخلاص لله تعالى، وأن يكون الدعاء بما لا يخالف الشرع، وأن يكون الدعاء بالخير لأنفسنا ولغيرنا، وأن نكون على يقين بإجابة الدعاء، وأن نكثر من الدعاء ولا نيأس من رحمة الله تعالى.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء لبلاده ولأمته، ومن أدعيته المأثورة: “اللهم إني أسألك الخير لبلادي، اللهم احفظ بلادي من كل شر”.
ثانياً: حفظ البلاد من الشر
إن حفظ البلاد من الشر من أهم واجبات الحكام والمسؤولين، فعليهم أن يتقوا الله تعالى في رعاياهم، وأن يحسنوا إليهم، وأن يحفظوا بلادهم من كل سوء، وأن يعمروا البلاد ويطوروها، وأن يوفروا الأمن والأمان للمواطنين.
كما أن على المواطنين أن يتعاونوا مع الحكام والمسؤولين في حفظ بلادهم، وذلك بأن يكونوا مواطنين صالحين، وأن يحافظوا على الأمن والنظام، وأن يبلغوا عن أي مخالفات أو مشاكل قد تضر بالبلاد.
وعلى العلماء والدعاة أن يبينوا للناس أهمية حفظ البلاد، وأن يحذروا من الفتن والشرور، وأن يدعوا الله تعالى بحفظ البلاد.
ثالثاً: حفظ البلاد من الأعداء
إن الأعداء يتربصون بالبلاد ليعيثوا فيها فساداً ودماراً، لذلك يجب أن نكون على أهبة الاستعداد دائماً للدفاع عن بلادنا ضد أي عدوان.
وعلى الحكام والمسؤولين أن يقووا الجيش والأجهزة الأمنية، وأن يجهزوا البلاد بكل وسائل الدفاع، وأن يضعوا خططاً استراتيجية لحماية البلاد من أي تهديدات.
وعلى المواطنين أن يدعموا الجيش والأجهزة الأمنية، وأن يقفوا معهم صفاً واحداً للدفاع عن البلاد، وأن يتكاتفوا معاً لمواجهة أي عدوان.
رابعاً: حفظ البلاد من الفتن
الفتن هي من أخطر الأمور التي تهدد البلاد، فهي تفرق بين الناس وتؤدي إلى الاقتتال والدمار.
وعلى الحكام والمسؤولين أن يتقوا الله تعالى في حكمهم، وأن يعدلوا بين الناس، وأن يزيلوا أسباب الفتن، وأن يطفئوا نيرانها إذا حدثت.
وعلى العلماء والدعاة أن يبينوا للناس مخاطر الفتن، وأن يحذروهم من الانجرار وراءها، وأن يدعوا الله تعالى بحفظ البلاد من الفتن.
خامساً: حفظ البلاد من الكوارث الطبيعية
الكوارث الطبيعية من الأمور التي تؤدي إلى الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، لذلك يجب أن نكون على استعداد دائم لمواجهتها.
وعلى الحكام والمسؤولين أن يضعوا خططاً استراتيجية للوقاية من الكوارث الطبيعية، وأن يبنوا المنشآت والمباني بطريقة مقاومة للزلازل والفيضانات والعواصف.
وعلى المواطنين أن يتدربوا على كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية، وأن يجهزوا أنفسهم بمستلزمات الطوارئ.
سادساً: حفظ البلاد من الفساد
الفساد هو من أخطر الأمور التي تؤدي إلى تدهور البلاد وانهيارها.
وعلى الحكام والمسؤولين أن يتقوا الله تعالى في حكمهم، وأن يحاربوا الفساد بكل أشكاله، وأن يطبقوا القانون على الجميع دون تمييز.
وعلى المواطنين أن يقفوا مع الحكام والمسؤولين في محاربة الفساد، وأن يبلغوا عن أي حالات فساد يرونها، وأن لا يتستر أحد على الفاسدين.
سابعاً: حفظ البلاد من التطرف والإرهاب
التطرف والإرهاب من أخطر الأمور التي تهدد البلاد، فهو يؤدي إلى العنف والقتل والدمار.
وعلى الحكام والمسؤولين أن يحاربوا التطرف والإرهاب بكل الوسائل، وأن يمنعوا انتشاره في البلاد، وأن يعيدوا ضال المسلمين إلى جادة الصواب.
وعلى العلماء والدعاة أن يبينوا للناس خطر التطرف والإرهاب، وأن يحذروهم من الوقوع في شروره، وأن يدعوا الله تعالى بحفظ البلاد من التطرف والإرهاب.
الخاتمة
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر، اللهم احفظها من الشرور الظاهرة والباطنة، اللهم احفظها من الأعداء والفتن والكوارث الطبيعية والفساد والتطرف والإرهاب.
اللهم احفظ ولاة أمرنا، اللهم اهدهم وسدد خطاهم، اللهم أعزهم ونصرهم على أعدائهم.
اللهم ثبت قلوبنا على دينك، اللهم اجعلنا عباداً صالحين، اللهم اجعل بلادنا بلاداً عامرة بالأمن والأمان والرخاء.