اللهم اكفني بحلالك عن حرامك
مقدمة
الدعاء هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والطلب منه قضاء الحوائج وإزالة الضيق، ومن الأدعية المأثورة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك”. وقد ورد في فضل هذا الدعاء أحاديث كثيرة، منها ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك، فإنه يكفيه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة”.
1. اللهم اكفني بحلالك عن حرامك
الحرام ما حرمه الله تعالى على عباده في كتابه أو على لسان رسوله، ومن الحرام أكل أموال الناس بالباطل والزنا والسرقة وشرب الخمر والربا وغير ذلك، وقد جعل الله لكل حرام حلالاً، فمن صبر على الحرام ابتغاء وجه الله تعالى كفاه الله إياه وأعطاه من الحلال ما هو خير له وأكثر منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه”.
2. اللهم اكفني بحلالك عن الشُّبُهات
الشُّبُهات هي الأمور المشتبهة التي لا يعلم هل هي حلال أم حرام، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوع في الشُّبهات، فقال: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”، ومن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه”.
3. اللهم اكفني بحلالك عن الوقوع في المعاصي
المعاصي هي مخالفة أوامر الله ونواهيه، وقد جعل الله لكل معصية عقوبة، فمن عصى الله تعالى استحق عقابه، ومن تاب إلى الله تعالى تاب عليه وقبل توبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فتوبوا إلي أقبل توبتكم”.
4. اللهم اكفني بحلالك عن الوقوع في الكفر
الكفر هو الجحود بالله تعالى أو تكذيبه أو الشرك به، وقد جعل الله لمن مات على الكفر عذابًا شديدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة”، ومن مات مشركًا دخل النار.
5. اللهم اكفني بحلالك عن الوقوع في النفاق
النفاق هو إظهار الإيمان وإخفاء الكفر، وقد جعل الله لمن مات على النفاق عذابًا أشد من عذاب الكافرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس عذابًا يوم القيامة المنافقون”.
6. اللهم اكفني بحلالك عن الوقوع في الرياء
الرياء هو العمل لله تعالى لكن لغيره، وقد جعل الله للرياء عذابًا شديدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملًا رياءً وشهرة أراه الله إلى الناس يوم القيامة”.
7. اللهم اكفني بحلالك عن الوقوع في الحسد
الحسد هو تمني زوال نعمة المحسود، وقد جعل الله للحسد عذابًا شديدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.
اللهم إنك تعلم ما في نفسي فارزقني من فضلك وكرمك واغنني بحلالك عن حرامك، واحفظني من الوقوع في المعاصي والآثام، وارزقني حسن الخاتمة، وصلى الله على نبينا محمد.
خاتمة
إن الله سبحانه وتعالى واسع الكرم وجود، ومن سأله أعطاه، ومن دعاه أجابه، ومن توكل عليه كفاه، فلنسأل الله تعالى أن يكفينا بحلاله عن حرامه وأن يعيذنا من الوقوع في الآثام والشبهات وأن يرزقنا حسن الخاتمة.
