الاستغفار: وقاية من الحسرة
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى على الذنوب والمعاصي، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقد حثّنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كثرة الاستغفار، لما له من أثر عظيم في تطهير النفوس ورفع الدرجات وإزالة الهموم وحصول المغفرة والرحمة.
فضل الاستغفار
قال الله تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” (الأنفال:33)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها” (مسلم).
ثمار الاستغفار
1. الرحمة والمغفرة: “إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (البقرة:173)
2. الرزق الوفير: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا” (الطلاق:2)
3. فرج الهم والكرب: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” (الطلاق:4)
4. رفع الدرجات: “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (الشورى:38-39)
5. الموت على فطرة الإسلام: “وَأَنَتُمْ مُسْلِمُونَ” (آل عمران:102)
6. دخول الجنة: “ادخلوها بسلام آمنين” (الحجر:46)
7. النجاة من عذاب النار: “وَتُجَنَّبُوا الْعَذَابَ الأَلِيمَ” (المائدة:69)
آداب الاستغفار
1. الندم والإخلاص: ينبغي أن يكون الاستغفار صادرا من قلب نادم على الذنوب والمعاصي، خالص النية لله تعالى، دون أي شرك أو رياء.
2. العزم على ترك المعصية: لا ينفع الاستغفار مع العزم على العودة إلى المعصية، بل يجب أن يصاحب الاستغفار النية الصادقة على ترك المعاصي والإقلاع عنها نهائيا.
3. الدعاء والتوسل: ينبغي للمستغفر أن يتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والتوسل، ويسأله المغفرة والرحمة والعفو.
4. ملازمة الاستغفار: ينبغي للمسلم الإكثار من الاستغفار في كل وقت وحين، ولا سيما عند مواطن الذكر كأدبار الصلوات وعند المساء والصباح وعند دخول وخروج المسجد وعند الاستيقاظ من النوم وعند النوم.
5. الاستغفار بالأسماء الحسنى: يمكن الاستغفار بالأسماء الحسنى لله تعالى كقوله: “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه” أو “أستغفر الله ربّي من كل ذنب أذنبته صغيره وكبيره”.
الاستغفار من الذنوب التي يعقب الحسرة
الذنوب التي يعقبها الحسرة هي الذنوب الكبيرة التي يندم عليها الإنسان أشد الندم بعد ارتكابها، ومن هذه الذنوب:
القتل: قال الله تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا” (النساء:93)