اللهم اني استودعتك اهلي

اللهم اني استودعتك أهلي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أهمية الاستوداع عند الله تعالى

إن الاستوداع عند الله تعالى هو من أعظم ما يقوم به العبد المسلم، فهو يتوكل على الله في حفظ ما يستودعه عنده، ويثق بأن الله خير الحافظين وخير وكيل.

فالله تعالى هو القادر على حفظ كل شيء، وهو الذي لا تضيع عنده الودائع، ولا يُفقد ما استُودع عنده، وهو الذي يحفظ عباده من كل سوء، ويقيهم من كل شر.

ولقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الاستوداع عند الله تعالى، ومنها قوله سبحانه: وَأَنَّ اللَّهَ يَكْفِيكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

فضل الاستوداع عند الله تعالى

للذنوب، ويقيهم من كل سوء.

ومن فضل الاستوداع عند الله تعالى أنه سبب في زيادة الرزق، وفتح أبواب الخير، وتيسير الأمور، فمن استودع الله تعالى أهله وماله وولده، فإن الله تعالى يكفيه أمرهم، ويرزقه من حيث لا يحتسب.

ومن فضل الاستوداع عند الله تعالى أنه سبب في دخول الجنة، فمن استودع الله تعالى أهله وماله وولده، فإن الله تعالى يدخله الجنة، ويُنعم عليه فيها بنعيم لا يزول.

صور الاستوداع عند الله تعالى

تتعدد صور الاستوداع عند الله تعالى، ومنها:

استوداع العباد: وذلك بأن يستودع العبد المسلم نفسه وأهله وماله وولده عند الله تعالى، ويدعو الله أن يحفظهم ويقيهم من كل سوء.

استوداع الأعمال: وذلك بأن يستودع العبد المسلم أعماله عند الله تعالى، ويدعو الله أن يتقبلها منه ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.

استوداع الدعوات: وذلك بأن يستودع العبد المسلم دعواته عند الله تعالى، ويدعو الله أن يستجيب لدعواته ويقضي حوائجه.

آداب الدعاء بالاستوداع عند الله تعالى

يستحب لمن أراد الدعاء بالاستوداع عند الله تعالى أن يتبع الآداب التالية:

الإخلاص: وذلك بأن يكون العبد مخلصًا في دعائه لوجه الله تعالى، ولا يشرك معه أحدًا.

اليقين: وذلك بأن يكون العبد على يقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على حفظ ما يستودع عنده، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

التضرع: وذلك بأن يكون العبد متضرعًا في دعائه، ويبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ ما يستودعه عنده، ويقيه من كل سوء.

أمثلة من الاستوداع عند الله تعالى

ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأمثلة على الاستوداع عند الله تعالى، ومنها:

استوداع النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عند الله تعالى: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يحفظه ويقيه من كل سوء، وكان يقول: “اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي ومالي وولدي، فاحفظهم يا رب العالمين”.

استوداع الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم وأموالهم عند الله تعالى: فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يدعون الله أن يحفظهم ويقيهم من كل سوء، وكانوا يقولون: “اللهم إنا نستودعك أنفسنا وأموالنا ونساءنا وذرياتنا، فاحفظهم يا رب العالمين”.

استوداع العلماء والأولياء أنفسهم وأعمالهم عند الله تعالى: فقد كان العلماء والأولياء يدعون الله أن يحفظهم ويقيهم من كل سوء، وكانوا يقولون: “اللهم إنا نستودعك أنفسنا وأعمالنا، فاحفظها يا رب العالمين”.

ثمرة الاستوداع عند الله تعالى

للذنوب

ومن ثمرة الاستوداع عند الله تعالى أنه سبب في حصول العبد على محبة الله تعالى، فمن أحب الله تعالى أحبه الله، ومن أحبه الله تعالى حفظه ورعاه.

ومن ثمرة الاستوداع عند الله تعالى أنه سبب في دخول العبد الجنة، فمن استودع الله تعالى أهله وماله وولده، فإن الله تعالى يدخله الجنة، ويُنعم عليه فيها بنعيم لا يزول.

الخاتمة

إن الاستوداع عند الله تعالى من أعظم الأمور التي يقوم بها العبد المسلم، وهو سبب في حصول العبد على الخير الكثير، والرزق الوفير، والفضل العظيم.

فنسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ أهلينا وأموالنا وذرياتنا، وأن يجعلنا من عباده المخلصين المتوكلين عليه، آمين يا رب العالمين.