اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء
مقدمة
الله عز وجل هو خير حافظ لنا، وهو الذي نلجأ إليه في لحظات الشدة والضعف، وفي أوقات البلاء والابتلاء، فلقد خلقنا لنبتلى ونمتحن في هذه الدنيا، ونسأل الله أن يعيننا ويصبرنا على قدره، وأن يجنبنا جهد البلاء ودرك الشقاء.
جهد البلاء
جهد البلاء هو ما يشق على النفس ويصعب عليها تحمله، وقد يصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله، وقد يكون جهد البلاء اختبارًا من الله لعباده ليرى مدى صبرهم وثباتهم على دينه، وقد يكون عقابًا له على ذنوبه في الدنيا.
ومن أنواع جهد البلاء المرض والفقر والمصائب والحوادث، وكل ما يصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله، وقد يكون جهد البلاء شديدًا جدًا يصعب على الإنسان تحمله، وقد يكون خفيفًا نسبيًا.
ولكن مهما كان نوع جهد البلاء، فإن على الإنسان أن يصبر وأن يحتسب عند الله، وأن يدعوه أن يفرج كربه ويكشف همه وييسر أمره، وأن يجنبه درك الشقاء.
درك الشقاء
درك الشقاء هو أشد درجات البلاء، وهو ما يلحق بالإنسان من مصائب وحوادث لا يقدر على تحملها، وقد يصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله، وقد يكون درك الشقاء عقابًا له على ذنوبه.
ومن أنواع درك الشقاء الموت المفاجئ والفقر المدقع والمرض المزمن والحوادث المميتة، وكل ما يصيب الإنسان من مصائب لا يقدر على تحملها، وقد يكون درك الشقاء شديدًا جدًا يصعب على الإنسان تحمله.
ولكن مهما كان نوع درك الشقاء، فإن على الإنسان أن يصبر وأن يحتسب عند الله، وأن يدعوه أن يفرج كربه ويكشف همه وييسر أمره، وأن يجنبه جهد البلاء ودرك الشقاء.
أسباب البلاء
وقد يصيب البلاء الإنسان بسبب ذنوبه ومعاصيه، وقد يصيبه بسبب تقصيره في العبادة والطاعة، وقد يصيبه بسبب الحسد أو العين، وقد يصيبه بسبب ابتلاء الله لعباده المؤمنين ليرفع درجاتهم في الجنة.
وعلى الإنسان أن يعلم أن البلاء قد يكون سببًا في رفع درجاته في الجنة، وقد يكون سببًا في تكفير ذنوبه، وقد يكون سببًا في زيادة إيمانه وتقواه.
ولذلك يجب على الإنسان أن لا يقنط من رحمة الله، وأن لا ييأس من فرجه، وأن لا يتذمر أو يتشكى من قدر الله، بل عليه أن يصبر ويحتسب عند الله، وأن يدعوه أن يفرج كربه ويكشف همه وييسر أمره.
دوافع البلاء
وقد ابتلى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من البلاء والابتلاءات، ابتلاه الله بوفاة زوجته خديجة بنت خويلد، وبوفاة عمه أبي طالب، وبقتله ابنه إبراهيم، وبغزوة أحد وما أصابه فيها من الأذى، وغير ذلك من البلاء والابتلاءات.
ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ييأس أو يقنط من رحمة الله، بل صبر واحتسب عند الله، ودعا الله أن ينصره ويؤيده ويعينه على أعدائه.
وقد كان من دوافع البلاء الذي ابتلى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يرفع درجاته في الجنة، وأن يزيده إيمانًا وتقوى، وأن يجعل له ذكرًا حسنًا في الدنيا والآخرة.
حكم البلاء
وحكم البلاء أن الله ابتلى عباده به لأنه يحبهم ويريد لهم الخير، وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن البلاء والابتلاء سبب لرفع درجات العبد في الجنة، وسبب لتكفير ذنوبه، وسبب لزيادة إيمانه وتقواه.
وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن البلاء والابتلاء سنة من سنن الله في خلقه، وأنه لا ينجو من البلاء إلا الصابرون.
ولذلك يجب على الإنسان أن يصبر على البلاء وأن يحتسب عند الله، وأن يدعوه أن يفرج كربه ويكشف همه وييسر أمره.
علاج البلاء
وعلاج البلاء يكون بالصبر والاحتساب والتوكل على الله، وبكثرة الدعاء والتضرع إلى الله، وبالتصدق والإحسان إلى الآخرين.
ولعلاج البلاء يمكن للإنسان أن يقرأ القرآن الكريم ويذكر الله ويستغفره، ويمكنه أيضًا أن يصوم ويتصدق ويتصدق، ويمكنه أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، ويمكنه أيضًا أن يطلب من الصالحين الدعاء له.
وعلاج البلاء يكون أيضًا بالاستغفار والتوبة إلى الله، والتخلي عن الذنوب والمعاصي، والتوبة النصوح إلى الله، والعودة إلى الله بصدق وإخلاص.
خاتمة
اللهم جنبنا جهد البلاء ودرك الشقاء، اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين، اللهم ارفع عنا البلاء والابتلاء، اللهم اشف مرضانا واشفِ جميع مرضى المسلمين، اللهم فرج كربنا وكشف همنا ويسر أمرنا، اللهم آمين.