اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة العافية، فهي أصل كل خير، وبها تحصل اللذات، وتنتظم المصالح، فما أعظم مصيبة زوالها، وما أشد بلاء تحولها.
مفهوم الزوال والتحول
زوال النعمة: هو ذهابها واندثارها وعدم وجودها.
تحول العافية: هو تغيرها إلى ضدها، بحيث تصبح نقمة بدلاً من نعمة.
أسباب زوال النعمة وتحول العافية
أسباب زوال النعمة
- الكفر بالنعم:
- التكبر والخيلاء:
- الإسراف والتبذير:
وهو عدم شكرها وعدم الاعتراف بها، والتصرف فيها بغير ما أمر الله تعالى.
وهو اعتقاد المرء أنه أهل لهذه النعمة، وأنها حق له، فيتجبر ويتكبر على الناس.
وهو استخدام النعم في غير ما خلقت له، وفي غير حدود المباح.
أسباب تحول العافية
- الذنوب والمعاصي:
- ترك الطاعات:
- العجب بالدنيا:
فالذنوب والخطايا هي التي تغضب الله تعالى، وتجعله يحول العافية إلى نقمة وعقاب.
فالطاعات والقربات هي التي تجلب رضا الله تعالى، وتحفظه من زوال نعمه وتحول عافيته.
وهو الانخداع بزخرف الدنيا ومتاعها، والاعتقاد أنها دار قرار، وهذا العجب يورث الغفلة عن الله تعالى، وترك الاستعداد للآخرة.
آثار زوال النعمة وتحول العافية
آثار زوال النعمة
- الحسرة والندامة:
- الشقاء والتعاسة:
- العذاب والعقاب:
بعد ذهاب النعمة يحس المرء بقيمتها، فيتحسر على ما فات، ويتندم على تقصيره في شكرها.
فزوال النعم يجعل الحياة صعبة ومليئة بالآلام والأحزان، ويؤدي إلى الشقاء والتعاسة.
فإذا زالت النعم بسبب الكفر بها، أو بسبب ارتكاب المعاصي، فإنها تصبح نقمة وعقابًا من الله تعالى.
آثار تحول العافية
- الابتلاءات والمحن:
- ضيق الصدر والكرب:
- خسارة الدنيا والآخرة:
يتعرض المرء الذي تحولت عافيته إلى الابتلاءات والمحن، كالمرض والأوجاع، وفقد الأحباب والأموال.
فالعافية راحة القلب والبدن، وتحولها يؤدي إلى ضيق الصدر والكرب، وفقدان الراحة والسعادة.
فإذا تحولت العافية بسبب الذنوب والمعاصي، فإنها تؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة، والعياذ بالله.
الحماية من زوال النعمة وتحول العافية
- شكر النعم:
- التواضع:
- الاعتدال:
- التوبة والاستغفار:
- الإكثار من الطاعات:
- التضرع والدعاء:
- الصبر والحمد:
وهو الاعتراف بها، واستخدامها فيما خلقت له، والثناء على الله تعالى.
وهو أن يرى المرء نفسه أنه لا يستحق هذه النعم، وأنها من فضل الله تعالى وكرمه.
وهو استخدام النعم في حدود المباح، وعدم الإسراف والتبذير.
وهو الرجوع إلى الله تعالى والتوبة من الذنوب والمعاصي، والاستغفار منها.
وهو أداء الفرائض والنوافل، والإكثار من أعمال الخير والقربات.
وهو أن يتضرع المرء إلى الله تعالى ويدعوه بحفظ نعمه، ودوام عافيته.
فإذا ابتلي المرء بزوال النعمة أو تحول العافية، فعليه أن يصبر ويحمد الله على كل حال.
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وأن يديم لنا عافيتنا، ويجنبنا زوالها وتحولها.
والحمد لله رب العالمين.