اللهم إني وكلت أمري إليك وأنت خير وكيل
مقدمة
بقلوب يملؤها اليقين والتسليم لله عز وجل، نردد هذا الدعاء المبارك: “اللهم إني وكلت أمري إليك وأنت خير وكيل”، ففي هذا الدعاء نضع كامل ثقتنا بخالقنا الكريم، ونؤمن بأننا ما دمنا بحمايته ورعايته فإننا في خير عظيم.
توكل العبد على ربه
التوكل على الله هو اللجوء إليه قلبًا وقالبًا، وإيمان راسخ بأن كل ما يفعله الله لنا هو خير، سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه. والتوكل ليس مجرد أقوال، بل هو أفعال أيضًا، حيث يحرص المتوكل على أداء ما عليه من واجبات، ثم يترك النتائج لله، واثقًا بأن الله سيكفيه ويعينه.
ثمار التوكل على الله
ثمار التوكل على الله كثيرة ومتنوعة، فهو يجلب للإنسان الطمأنينة والراحة في قلبه، ويبدد عنه الخوف والقلق، كما أنه يقوي الإيمان بالله ويجعله أكثر ثقة بنصره وتأييده. ومن ثمار التوكل أيضًا التيسير في الأمور، فالمتوكل يجد الأمور تسير أمامه بسهولة ويسر، كما أن الله يهيئ له الأسباب التي تؤدي به إلى تحقيق أهدافه.
فضل التوكل على الله
للثقة بالله والتوكل عليه فضل عظيم، فقد جعله الله علامة على الإيمان به، وجعل المتوكلين من أوليائه وأحبابه. قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”، وقال صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث”.
كيفية التوكل على الله
لتحقيق التوكل على الله يجب على العبد أن يتحقق بما يلي:
الإيمان الراسخ بأن الله هو الخالق المتصرف في الكون بيده الملك والملكوت.
معرفة الله عز وجل وصفاته الكريمة، وأسمائه الحسنى.
معرفة قدر الله وقضاءه، وأنه لا يحدث شيء في الدنيا إلا بإذنه.
اللجوء إلى الله والاعتماد عليه في كل الأمور، الظاهرة منها والباطنة.
إعداد الأسباب والوسائل المباحة، ثم ترك النتائج لله.
التوكل على الله في الشدائد
في أوقات الشدة والمحن يكون التوكل على الله هو الأنسب، فهو الملجأ الآمن الذي يلجأ إليه العباد عند الضيق والكرب. قال تعالى: “وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه”، وقال صلى الله عليه وسلم: “ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة”.
التوكل على الله في الرزق
الرزق قسمة من الله، وهو الذي يقدر أرزاق عباده، ورزقه واسع لا ينفد. قال تعالى: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها”، وقال: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
خاتمة
“اللهم إني وكلت أمري إليك وأنت خير وكيل”، بهذا الدعاء نختم مقالنا، راجين من الله تعالى أن يجعلنا من المتوكلين عليه، وأن ييسر لنا أمورنا ويحقق لنا أهدافنا. فالله وحده هو خير وكيل نعتمد عليه في كل شؤون حياتنا.