اللهم غارت النجوم وهدأت العيون
تُعتبر كلمة “اللهم” من الكلمات المشهورة في اللغة العربية، وهي تُستخدم في الدعاء والاستغاثة، والعون عند الله – عز وجل -. أما عبارة “غارت النجوم وهدأت العيون” فهي تدل على انتهاء الليل وحلول الظلام، وهي تستخدم في الدعاء عند منتصف الليل، أو في السحر قبل أذان الفجر. وعندما يجتمع ألفاظ “اللهم، غارت النجوم، وهدأت العيون” في جملة واحدة فإنها تدل على دعاء يستحب أن يدعو به المسلم في هذا الوقت، وهو ما سنوضحه في هذا المقال.
فضل الدعاء عند غروب النجوم
إن الدعاء في الثلث الأخير من الليل له فضل كبير، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه مسلم: “إن ربنا تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
وعندما تغرب النجوم وتهدأ العيون في هذا الوقت، أي في السحر، يكون العبد في أقرب ما يكون إلى ربه – عز وجل -، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه الترمذي: “أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعات فكن”.
ويكون الدعاء في هذا الوقت مقبولاً بإذن الله تعالى، وهذا ما أشار إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أحمد: “إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة”.
فضل الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون”
يُستحب أن يدعو المسلم بهذا اللفظ في الثلث الأخير من الليل، حيث ورد في الأحاديث الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضل كبير لمن دعا بهذا اللفظ.
فقد روى الإمام أحمد عن بريدة – رضي الله عنه -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من قال حين يرى السماء صافية والنجوم طالعة: اللهم ما غارت من نجم ولا طلع من نجم، ولا خفي من نجم إلا بأمر منك، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا دافع البلاء، يا فتاح يا عليم، أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، إنك لطيف بعبادك، فإنك على كل شيء قدير”.
وعن عائشة – رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان في جوف الليل قال: “اللهم لك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت تُميت وتُحيي، أنت بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
صيغ الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون”
وردت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – صيغ كثيرة للدعاء بهذا اللفظ، ومنها:
• “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
• “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
• “اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي كلها دقها وجلها وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها”.
• “اللهم إن أسألك أن تغفر لي ذنبي وتوسع لي في رزقي، وترد لي ثقتي، وتنجيني من كل شر، وتصلح لي شأني كله”.
• “اللهم إني أسألك الجنة وما يقربني إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو عمل”.
توقيت الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون”
يستحب أن يدعو المسلم بهذا اللفظ في الثلث الأخير من الليل، أي بعد منتصف الليل وقبل أذان الفجر، وهو أفضل الأوقات للدعاء.
وإذا لم يستطع المسلم أن يدعو بهذا اللفظ في الثلث الأخير من الليل، فيجوز له أن يدعو به في أي وقت آخر.
آداب الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون”
يُستحب أن يتحلى المسلم ببعض الآداب عند الدعاء بهذا اللفظ، ومنها:
• أن يكون المسلم على طهارة.
• أن يستقبل المسلم القبلة.
• أن يرفع المسلم يديه إلى السماء.
• أن يدعو المسلم بخشوع وتضرع.
• أن يكرر المسلم الدعاء.
أثر الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون”
إن الدعاء بهذا اللفظ له أثر كبير على المسلم، ومن آثاره:
• تقرب المسلم إلى ربه – عز وجل -.
• استجابة دعاء المسلم.
• نزول الرحمة والبركة على المسلم.
• حصول المسلم على ما يريد من خير الدنيا والآخرة.
خاتمة
إن الدعاء بلفظ “اللهم غارت النجوم وهدأت العيون” من الأدعية المشهورة عند المسلمين، وهو مستحب في الثلث الأخير من الليل، وله فضل كبير عند الله تعالى. فنسأل الله أن يتقبل دعواتنا، ويستجيب لنا فيها، ويهدينا إلى صراطه المستقيم.