الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
المقدمة
الحياة والموت حق من حقوق الله تعالى، ومهما طالت يجب أن نرحل يومًا ما، ونترك وراءنا من نحب ويحبوننا، ولكن رحيل من نحب صعب للغاية، ولا سيما الأم فهي رمز العطاء والحنان والحب، التي تبذل الغالي والنفيس من أجل أبنائها، فيكون رحيلها صدمة كبيرة، لا تُحتمل، ولا يداويها إلا من خلقها.
عبادة عظيمة
وموت الأم من الأمور التي تجعل لها أجرًا كبيرًا عند الله تعالى، لأنها بذلت الغالي والنفيس من أجل أبنائها، فعوضها الله من جنس عملها، وأجرها على ما بذلته، فيكون موتها عبادة عظيمة أجورها عظيمة ومرضيه.
أوجاع الفراق
وعند رحيل الأم يبدأ ألم الفراق الذي لا يوصف، وكأن الجسد نزع منه جزء كبير، لا يمكن أن يعوض، فتفقد الأم بعد رحيلها الدفء والحنان والحب، وتفقد الأبناء ركيزة أساسية في حياتهم، فعلى الرغم من وجود الآخرين إلا أن الأم مكانها لا يمكن أن يحل مكانه أحد.
الاستعداد للقاء الله
وعندما يموت المسلم تذهب روحه إلى بارئها، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وإذا حضرتني، فحاسبته، وعفا عنه)؛ فيعفو الله تعالى عن العبد.
الجنة مقر الآخرة
وقد ورد في الحديث القدسي: “أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فالذنوب الكبيرة من شأنها أن تحبط الأعمال، ولكن لم ييأس الله تعالى عباده، فمن تاب وآمن قبل الموت، فإن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات.
أنواع الشهداء
وفيما يلي أنواع الشهداء السبعة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (سبعة شهداء غير قتيل في سبيل الله: المبطون، والغريق، وصاحب ذات الجنب، والمطعون، والحريق، والصائم، والمرأة تموت بوجع ولادها).
أعمال صالحة
وهناك أعمال صالحة يُؤجر عليها الميت بعد وفاته، منها الصدقات الجارية، والعلم النافع، والولد الصالح، فإذا مر المسلم على الصدفة فقال: اللهم إني تصدقت بها على من هو أحوج إليه مني، فإنها من الصدقة، ويجوز للميت أن يهب ثواب عمله لمن يشاء.
خاتمة
وعلينا أن نستعين بالله تعالى، ونصبر على فراق الأحبة، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأن يبدل الله سيئاتهم حسنات، وأن يتجاوز الله عنهم ويدخلهم فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان، ونحتسب أجورنا عند الله تعالى. الله يرحم موتانا وموتى المسلمين، ويجعل مثواهم الجنة.