المحافظة على الصلاة تنفع صاحبها في:
مقدمة
الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين وعنوان العبودية لله وحده. وهي عبادة جسدية وروحانية فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، وتعتبر بمثابة صلة روحية بين العبد وربه. وللمحافظة على الصلاة فوائد جمة تعود على صاحبها بالخير في الدنيا والآخرة.
1. تنقية القلب والروح
الصلاة تساعد على تنقية القلب والروح من الذنوب والخطايا، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ. وتكرار الركوع والسجود خلال الصلاة يعمل على كسر شوكة النفس الأمارة بالسوء، وتطهير القلب من الحقد والغل والحسد.
كما أن ذكر الله تعالى في الصلاة بصورة مستمرة، من خلال تلاوة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل، يعمل على تنوير القلب وتذكير العبد بعظمته وجلاله.
2. تقوية الإيمان
المحافظة على الصلاة باستمرار يقوي الإيمان في القلب، ويجعل العبد مستشعراً لوجود الله تعالى في حياته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. فالوقوف بين يدي الله تعالى، وإخلاص العبادة له، يزيد من ثقة العبد بربه ويقوي إيمانه به.
كما أن الصلاة تعلم العبد الانضباط والالتزام بالطاعات، وهي بمثابة تمرين روحي يجعل العبد مستعداً لتأدية العبادات الأخرى.
3. جلب الرزق والبركة
من فوائد المحافظة على الصلاة أنها تجلب الرزق والبركة لصاحبها، قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ. فالصلاة سبب في دفع الضيق والفقر، وتوسعة الرزق من حيث لا يحتسب العبد.
كما أن الصلاة تؤدي إلى البركة في الوقت والصحة والعمر، فهي تحفظ العبد من الأمراض والأسقام، وتطيل في عمره، وتبارك له في وقته.
4. تحصين العبد من الشيطان
الصلاة تحفظ العبد من شر الشيطان ووساوسه، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ. فالصلاة بمثابة حصن حصين للعبد، تمنعه من الوقوع في المعاصي والذنوب، وتصرف عنه كيد الشيطان.
كما أن الصلاة تعلم العبد الالتجاء إلى الله تعالى في جميع أوقاته، والاستعانة به في دفع شرور الشيطان ومكائده.
5. رفعة الدرجات في الجنة
المحافظة على الصلاة باستمرار تؤدي إلى رفعة الدرجات في الجنة، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. فالذين يحافظون على الصلاة سيكون لهم منازل عالية في الجنة، ولهم الجنة جزاءً وفاقاً.
كما أن الصلاة هي سبب في دخول الجنة من أبوابها الثمانية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء”.
6. شفاعة الصلاة لصاحبها
الصلاة تشفع لصاحبها يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خمس صلوات كتبهن الله على عباده، فمن جاء بهن لم يدخل النار، ومن تركهن فقد حبط عمله”.
فالصلوات الخمس، إذا صليت في أوقاتها وحافظ عليها العبد، ستكون له شفيعة يوم القيامة، تشفع له عند الله تعالى، وتدخله الجنة برحمة الله.
7. تيسير الحياة الدنيا
المحافظة على الصلاة تيسر حياة العبد في الدنيا، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. فالصلاة تجعل العبد صابراً على المصائب والشدائد، وقادراً على مواجهة تحديات الحياة.
كما أن الصلاة تساعد على صفاء الذهن وراحة البال، وتخفف من الضغوط والهموم، وتجعل العبد قادراً على أداء أعماله بكفاءة.
خاتمة
إن المحافظة على الصلاة ركن أساسي في حياة المسلم، ولها فوائد جمة تعود على صاحبها بالخير في الدنيا والآخرة. فهي تنقي القلب والروح، وتقوي الإيمان، وتجلب الرزق والبركة، وتحفظ العبد من شر الشيطان، وترفع درجاته في الجنة، وتشفع له يوم القيامة، وتيسر حياته في الدنيا. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا للمحافظة على الصلاة، وأن يثبتنا عليها حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.