المراد بالغلو في الأنبياء والصالحين
مقدمة:
الغلو هو تجاوز الحد في التعظيم والمبالغة، ويطلق على من يتجاوز الحد في تعظيم الأنبياء والصالحين بالغالي، وقد يكون الغلو فيهم من خلال وصفهم بأنهم معصومون من الخطأ والذنب، أو أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم قادرون على خلق شيء من العدم، أو غير ذلك من الصفات التي لا تكون إلا لله وحده.
أقسام الغلو في الأنبياء والصالحين:
ينقسم الغلو في الأنبياء والصالحين إلى نوعين:
1. الغلو الاعتقادي:
وهو الغلو الذي يصل إلى حد الشرك بالله، ويكون بأن يعتقد الغالي أن الأنبياء والصالحين لهم من الصفات والقدرات ما لا يكون إلا لله وحده، مثل أن يعتقد أنهم معصومون من الخطأ والذنب، أو أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم قادرون على خلق شيء من العدم.
2. الغلو العملي:
وهو الغلو الذي لا يصل إلى حد الشرك بالله، ويكون بأن يبالغ الغالي في تعظيم الأنبياء والصالحين، ويظهر ذلك من خلال بعض الممارسات والأفعال، مثل التبرك بقبورهم، أو التوسل بهم إلى الله، أو الذبح لهم والنذر، أو غير ذلك من الممارسات التي لا تكون إلا لله وحده.
الفرق بين الغلو والتعظيم المشروع:
يجب التفريق بين الغلو في الأنبياء والصالحين وبين التعظيم المشروع لهم، فالتعظيم المشروع هو أن نقدرهم ونحترمهم ونحفظ لهم منزلتهم وفضلهم عند الله، أما الغلو فهو تجاوز الحد في التعظيم والمبالغة، وقد يصل إلى حد الشرك بالله.
أسباب الغلو في الأنبياء والصالحين:
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الغلو في الأنبياء والصالحين، منها:
1. الجهل:
الجهل بمقام الأنبياء والصالحين ودرجتهم عند الله، وعدم معرفة حدود التعظيم المشروع لهم، قد يؤدي إلى الغلو في تعظيمهم.
2. العاطفة الجياشة:
قد يؤدي حب الناس للأنبياء والصالحين وعاطفتهم الجياشة تجاههم، إلى الغلو في تعظيمهم ورفعهم فوق منزلتهم.
3. التأثر بالثقافات الأخرى:
التأثر ببعض الثقافات الأخرى التي تمارس الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين، قد ينقل هذا الغلو إلى المسلمين.
أضرار الغلو في الأنبياء والصالحين:
الغلو في الأنبياء والصالحين له أضرار كثيرة، منها:
1. الإشراك بالله:
قد يؤدي الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين إلى الإشراك بالله، وذلك عندما يعتقد الغالي أن الأنبياء والصالحين لهم من الصفات والقدرات ما لا يكون إلا لله وحده.
2. انتقاص مقام الأنبياء والصالحين:
الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين ينتقص من مقامهم وفضلهم، لأن الغالي يصفهم بالصفات الإلهية التي لا تكون إلا لله وحده، وهذا ينافي معنى نبوتهم ورسالتهم.
3. تضليل الناس:
الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين يضل الناس ويصرفهم عن عبادة الله وحده، وذلك عندما يعتقد الناس أن الأنبياء والصالحين هم من دون الله، وأنه لا فائدة من الدعاء إلى الله وحده.
طرق الوقاية من الغلو في الأنبياء والصالحين:
للووقاية من الغلو في الأنبياء والصالحين يجب:
1. العلم بمقام الأنبياء والصالحين:
معرفة مقام الأنبياء والصالحين ودرجتهم عند الله، وفق ما جاءت به النصوص الشرعية، وعدم تجاوز حدود التعظيم المشروع لهم.
2. السعي في طلب العلم:
السعي في طلب العلم الشرعي من العلماء الثقات، والرجوع إليهم في الأمور الدينية، وعدم الاعتماد على المصادر والكتب المضللة التي تروج للغلو.
3. محاربة الغلو بكل صوره:
محاربة الغلو في الأنبياء والصالحين بكل صوره وأشكاله، وذلك من خلال النصح والإرشاد والتوعية، وعدم السكوت عن أي ممارسات أو أفكار غالية.
الخاتمة:
الغلو في الأنبياء والصالحين من الأمور المحذورة شرعًا، وهو من أخطر أنواع الشرك بالله، ويجب على المسلمين الحذر من الوقوع فيه، والسعي في الوقاية منه بكل الوسائل المشروعة، وذلك من خلال العلم بمقام الأنبياء والصالحين، وطلب العلم الشرعي، ومحاربة الغلو بكل صوره وأشكاله.