الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود
هو الملك الثالث للمملكة العربية السعودية. تولى الحكم في 2 نوفمبر 1964 واستمر حتى اغتياله في 25 مارس 1975. كان الملك فيصل شخصية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وعُرف بقراراته الحازمة وسياساته الاقتصادية الناجحة.
نشأته وبداية حياته
ولد الملك فيصل في مدينة الرياض عام 1906. كان الابن الثالث للملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية. درس علوم الدين والقانون الإسلامي في صغره، وتلقى تعليمه في مدارس الرياض. بدأ حياته العملية في مجال السياسة الخارجية، حيث عُين في عام 1926 نائباً لوزير الخارجية.
توليه الحكم
في عام 1964، توفي الملك سعود بن عبد العزيز، وبويع الملك فيصل ملكاً للمملكة العربية السعودية. في بداية حكمه، واجه الملك فيصل العديد من التحديات، بما في ذلك الأزمة المالية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط. اتخذ الملك فيصل قرارات حازمة لمعالجة هذه التحديات، بما في ذلك خفض الإنفاق الحكومي وفرض ضرائب على الشركات الأجنبية. كما عمل على تطوير القطاع النفطي، مما أدى إلى زيادة الإيرادات بشكل كبير.
سياسة الملك فيصل الخارجية
اتخذ الملك فيصل موقفاً حازماً في السياسة الخارجية. كان من المدافعين الأقوياء عن القضية الفلسطينية، ودعم جهود منظمة التحرير الفلسطينية. كما عارض بشدة التدخل الأجنبي في دول الشرق الأوسط، ودعا إلى استقلال وسيادة الدول العربية.
إسهاماته الاقتصادية
ترك الملك فيصل بصمة كبيرة على الاقتصاد السعودي. اتخذ سياسة اقتصادية متوازنة، حيث ركز على التنمية الصناعية والزراعية إلى جانب تطوير القطاع النفطي. أنشأ صندوق التنمية الصناعية لدعم القطاع الخاص، كما أسس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لحماية مصالح الدول المنتجة للنفط.
جائزة الملك فيصل
في عام 1975، أنشئت جائزة الملك فيصل العالمية ل تكريم من يسهمون في خدمة الإنسانية في مجالات مختلفة. تمنح الجائزة في مجالات الخدمة الإسلامية، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم.
اغتياله
في 25 مارس 1975، اغتيل الملك فيصل على يد ابن أخيه، الأمير فيصل بن مساعد. أثار الاغتيال صدمة وحزنًا عميقين في جميع أنحاء العالم. وبعد وفاته، خلف الملك فيصل شقيقه الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود.
إرث الملك فيصل
يعتبر الملك فيصل أحد أهم الشخصيات في تاريخ المملكة العربية السعودية. كان قائدًا حازمًا ورجل دولة حكيمًا، ترك بصمة كبيرة على البلاد والمنطقة العربية. ولا تزال إنجازاته وإسهاماته تُذكر وتُقدر حتى اليوم.
