النطاق السائل من لب الأرض يسمى اللب الداخلي
يتكون لب الأرض من طبقتين، اللب الخارجي واللب الداخلي، وعادةً ما يكون اللب الداخلي نطاقًا صلبًا، ولكنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون سائلًا، وتتكون هذه الطبقة بشكل أساسي من الحديد والنيكل، ويمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 5200 درجة مئوية، وضغطها يصل إلى 3.6 مليون ضعف ضغط الغلاف الجوي عند مستوى سطح البحر.
تركيب اللب الداخلي
يتكون اللب الداخلي بشكل رئيسي من الحديد والنيكل، مع وجود عناصر أخرى مثل الكبريت والأكسجين، ويعتقد أن اللب الداخلي يحتوي على نسبة عالية من الحديد النقي، حيث يقدر البعض أن تركيبته تصل إلى 85٪ حديد، و10٪ نيكل، و5٪ عناصر أخف.
يُعتقد أن اللب الداخلي ذو كثافة عالية جدًا، ويبلغ متوسط كثافته حوالي 13 جرامًا لكل سنتيمتر مكعب، وهو ما يقرب من ضعف كثافة الصخور التي تشكل القشرة الأرضية، ويرجع هذا الكثافة العالية إلى ضغط الجاذبية الهائل الذي يضغط على اللب الداخلي.
على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة الهائلة في اللب الداخلي، إلا أنها ليست كافية لإذابة الحديد، حيث يظل الحديد صلبًا بسبب الضغط الهائل، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يتحول اللب الداخلي إلى نطاق سائل، ويحدث هذا عندما تنخفض درجة الحرارة، أو عندما ينخفض الضغط.
تكوين اللب السائل
عندما تنخفض درجة حرارة اللب الداخلي، يمكن أن يتحول الحديد الصلب إلى سائل، ويحدث هذا عادةً في المناطق التي يقل فيها الضغط، مثل حدود اللب الداخلي مع اللب الخارجي، ويمكن أن يتراوح سمك طبقة اللب السائل من بضعة كيلومترات إلى عشرات الكيلومترات.
يُعتقد أن اللب السائل أقل كثافة من اللب الداخلي الصلب، حيث أن الحديد السائل أقل كثافة من الحديد الصلب، وهذا الاختلاف في الكثافة يمكن أن يؤدي إلى تكوين طبقات داخل اللب الداخلي، مع وجود اللب السائل في الطبقة الخارجية واللب الصلب في الطبقة الداخلية.
يمكن أن يؤثر اللب السائل أيضًا على حركة اللب الخارجي، حيث أن اللب السائل أقل لزوجة من اللب الصلب، مما يسمح له بالتحرك بشكل أكثر حرية، ويساعد هذا على توليد المجال المغناطيسي للأرض، والذي يحمي الأرض من الإشعاع الضار القادم من الشمس.
خصائص اللب السائل
اللب السائل هو نطاق ديناميكي للغاية، حيث يتحرك باستمرار بسبب قوى الحمل الحراري والمد والجزر، وهذه الحركة هي التي تولد المجال المغناطيسي للأرض، والذي يحمي الأرض من الإشعاع الضار القادم من الشمس.
يُعتقد أن اللب السائل أيضًا موصل جيد للكهرباء، مما يسمح للتيارات الكهربائية بالتدفق من خلاله، وهذه التيارات الكهربائية هي التي تولد المجال المغناطيسي للأرض، والذي بدوره يحمي الأرض من الإشعاع الضار القادم من الشمس.
اللب السائل أيضًا مصدر مهم للحرارة للأرض، حيث ينقل الحرارة من اللب الداخلي إلى اللب الخارجي وإلى القشرة، وهذا التدفق الحراري هو الذي يحرك الصفائح التكتونية للأرض، والتي بدورها تؤدي إلى تكون الجبال والبراكين والزلازل.
خاتمة
اللب الداخلي هو نطاق معقد وديناميكي من الأرض، وهو يلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات الجيولوجية التي تشكل كوكبنا، وتساعد معرفتنا باللب الداخلي على فهم تكوين الأرض وتاريخها وتطورها المستمر.