أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله قال: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، وإني حرمت عليكم دماءكم وأموالكم وأن تظلموا، فهل بلغت قالوا: نعم قال: فليبلغ الشاهد منكم الغائب”.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”.
## حرمة الظلم
إن الظلم من أكبر الكبائر، وقد حرمه الله تعالى على نفسه وجعله محرماً بين عباده، فلا يجوز لمسلم أن يظلم أخاه المسلم بقول أو فعل، ولا أن يأخذ ماله بغير حق، ولا أن يعتدي على عرضه أو عرضه.
ومن ظلم أخاه المسلم فإنه قد تعدى حدود الله تعالى، وانتهك حرمته، وعرض نفسه لعقابه الشديد في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى الظالمين بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “إن الظالمين لهم عذاب أليم” (يونس: 52).
## حرمة الدماء
إن الدماء محرمة في الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يعتدي على دم أخيه المسلم بقتله أو ضربه أو جرحه، إلا في الحالات التي أباح فيها الشارع ذلك، مثل القصاص والجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس.
ومن سفك دم أخيه المسلم بغير حق فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى قتلة النفس بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً” (النساء: 93).
## حرمة الأموال
إن الأموال محرمة في الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يأخذ مال أخيه المسلم بغير حق، مثل السرقة والغصب والربا والغش في البيع والشراء.
ومن أخذ مال أخيه المسلم بغير حق فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى سارقي الأموال بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم” (المائدة: 38).
## حرمة القذف
القذف هو اتهام شخص بالزنا أو اللواط بغير بينة، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وقد نهى عنه في كتابه الكريم، فقال تعالى: “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون” (النور: 4).
ومن قذف أخاه المسلم بالزنا أو اللواط بغير بينة فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى القاذفين بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم” (النور: 23).
## حرمة الزنا
الزنا من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وقد نهى عنه في كتابه الكريم، فقال تعالى: “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً” (الإسراء: 32).
ومن زنى فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى الزناة بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً” (الفرقان: 68).
## حرمة شرب الخمر
شرب الخمر من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وقد نهى عنه في كتابه الكريم، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” (المائدة: 90).
ومن شرب الخمر فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى شاربي الخمر بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً” (النساء: 10).
## حرمة الربا
الربا من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وقد نهى عنه في كتابه الكريم، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون” (البقرة: 278).
ومن أخذ الربا فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
وقد توعد الله تعالى آكلي الربا بأشد أنواع العذاب، فقال تعالى: “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” (البقرة: 275).
## الخاتمة
إن هذه المحرمات من أخطر الأمور التي يجب على المسلم أن يتجنبها، وأن يحذر من الوقوع فيها، وأن يحرص على اجتنابها في جميع أقواله وأفعاله.
ومن فعل شيئاً من هذه المحرمات فقد عصى الله تعالى ورسوله، وعرض نفسه لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يعصمنا من الوقوع في معصيته، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.