أم النبي اسحق
يعقوب هو أحد أنبياء بني إسرائيل وهو ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وُلد يعقوب في مدينة حران وتزوج من ابنتي خاله لابان، وله اثنا عشر ولداً وبنت واحدة، وكان يعقوب يُلقب بإسرائيل، ويعني اسم إسرائيل عبد الله، وهو لقب أطلقه عليه الملائكة عندما تصارع مع أحدهم.
مولد يعقوب عليه السلام
تذكر التوراة أن يعقوب وُلد في مدينة حران عام 1836 قبل الميلاد تقريبًا، وهو الابن الثاني لإسحاق ورفقة، وكان أخوه التوأم الأكبر هو عيسو.
وكانت رفقة عاقرًا ولم تنجب لفترة طويلة، لذلك صلى إسحق إلى الله، فاستجاب الله لدعائه وحملت رفقة بتوأمين.
ووفقًا للتقاليد اليهودية، فقد كافح التوأمان داخل رحم أمهما، وتنبأ الله لرفقة أن التوأمين سيصبحان أمتين وشعبين عظيمين، وأن الأكبر سيخدم الأصغر.
طفولة يعقوب عليه السلام
ولد يعقوب في مدينة حران حيث عاش مع والديه وإخوته، وكان يعقوب رجلاً هادئًا ومسالمًا على عكس شقيقه عيسو الذي كان صيادًا ماهرًا.
وكانت رفقة تُفضل يعقوب على عيسو، وكانت تعد له طعامه المفضل، بينما كان إسحاق يُفضل عيسو لأنه كان ماهرًا في الصيد ويجلب له الطعام.
وعندما كبر يعقوب وعيسو، تزوج عيسو من نساء حثيات، وهو ما أغضب إسحاق ورفقة، لذلك قررا إرسال يعقوب إلى حاران ليبحث عن زوجة له من بين أقاربه هناك.
ذهاب يعقوب إلى حاران
غادر يعقوب مدينة حبرون إلى حاران، حيث عاش خاله لابان، وفي طريقه توقف في مكان يعرف الآن باسم بيت إيل (بيت الله)، حيث رأى في المنام سلمًا يصل إلى السماء.
وسمع يعقوب صوت الله يقول له: “أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق، الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك، ويكون نسلك كتراب الأرض، وتتبارك في نسلك جميع قبائل الأرض، وأنا معك وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض، ولا أتركك حتى أصنع كل ما كلمتك به”.
وعندما استيقظ يعقوب من نومه، أخذ الحجر الذي كان يضعه تحت رأسه مسندًا وأقامه نصبًا، ودهنه بالزيت، وسمى المكان بيت إيل (بيت الله).
زواج يعقوب من ابنتي لابان
وصل يعقوب إلى حاران وقابل راحيل ابنة خاله لابان، وأحبها من النظرة الأولى، وعرض العمل لدى لابان سبع سنين مقابل أن يزوجه راحيل.
ولكن بعد انتهاء السبع سنين، خدع لابان يعقوب وزوجه ابنته الكبرى ليا بدلاً من راحيل، فغضب يعقوب وتزوج راحيل أيضًا مقابل العمل لدى لابان سبع سنين أخرى.
وكانت ليا قبيحة المنظر، بينما كانت راحيل جميلة جدًا، لذلك أحب يعقوب راحيل أكثر من ليا، وأنجبت ليا ليعقوب ستة أبناء وبنت واحدة، بينما أنجبت راحيل ابنين.
خدمة يعقوب لدى لابان
خدم يعقوب لدى خاله لابان ما يقرب من عشرين عامًا، وكان يرعى أغنامه وإبله، وخلال هذه الفترة، بارك الله ليعقوب في كل ما يعمله.
وأصبح يعقوب ثريًا جدًا، وكان يمتلك العديد من الأغنام والإبل والبقر والحمير والعبيد والإماء، وأصبح من أغنى الرجال في حاران.
ولكن لابان كان يغير معاملة يعقوب، ويحاول أن يخدعه دائمًا، فقرر يعقوب أن يترك حاران ويعود إلى أرض كنعان.
عودة يعقوب إلى أرض كنعان
هرب يعقوب مع عائلته وممتلكاته من حاران دون علم لابان، وعندما علم لابان بذلك، طارده وحاول إجباره على العودة.
ولكن الله ظهر لابان في المنام وحذره من إيذاء يعقوب، لذلك ترك لابان يعقوب وشأنه، وعندما وصل يعقوب إلى نهر يبوق، تصارع مع رجل طوال الليل.
وعندما طلع الفجر، طلب الرجل من يعقوب أن يدعه يذهب، ولكن يعقوب رفض إلا أن يباركه، فباركه الرجل وقال له: “لا يُدعى اسمك بعد اليوم يعقوب بل إسرائيل، لأنك قد صارعت مع الله والناس وقدرت”.
لقب إسرائيل
يعني اسم إسرائيل عبد الله، وهو لقب أطلقه الملائكة على يعقوب عندما تصارع مع أحدهم، وهو يرمز إلى قوة يعقوب في الإيمان بالله.
ويعتبر لقب إسرائيل مهمًا في تاريخ بني إسرائيل، حيث أطلق على أبناء يعقوب الاثني عشر اسم بني إسرائيل، وهم أصل الشعب اليهودي.
ولا يزال اسم إسرائيل يستخدم حتى اليوم للإشارة إلى دولة إسرائيل ومواطنيها.
أبناء يعقوب الاثنا عشر
كان ليعقوب اثنا عشر ولداً وبنت واحدة، وهم أبناء يعقوب الاثنا عشر الذين يعتبرون أصل الشعب اليهودي.
أسماء أبناء يعقوب الاثنا عشر هم: روبين، شمعون، لاوي، يهوذا، زبولون، يساكر، دان، جاد، آشر، نفتالي، يوسف، بنيامين.
كان يوسف وبنيامين ولدي راحيل المحبوبة ليعقوب، وكانا أقرب أبنائه إليه.
وفاة يعقوب عليه السلام
توفي يعقوب في مصر عن عمر يناهز 147 عامًا، ودُفن في مغارة المكفيلة في الخليل بجوار زوجته ليا وجده إبراهيم وجدته سارة وجده إسحاق وجدته رفقة.
يعتبر يعقوب أحد أهم أنبياء بني إسرائيل، وهو جد جميع اليهود، وقد عاش حياة طويلة مليئة بالأحداث والتحديات.
ولا يزال اسم يعقوب يُذكر حتى اليوم في التاريخ والدين والأساطير اليهودية.