إنكار كفار قريش لاسم الله تعالى
مدخل
أنكر كفار قريش اسم الله تعالى، وزعموا أنه لم يكن اسمًا معروفًا عند العرب قبل الإسلام، وأن النبي محمدًا ابتدعه من عنده، وهذا ادعاء باطل لا أساس له من الصحة، فقد كان اسم الله تعالى معروفًا عند العرب قبل الإسلام، كما دلت على ذلك الأدلة التاريخية والنصوص الدينية.
سبب إنكار كفار قريش لاسم الله تعالى
ادعى كفار قريش أنهم لم يسمعوا اسم الله تعالى قبل الإسلام، وأن النبي محمدًا ابتدعه من عنده، وذلك لأسباب منها:
الجهل باللغة العربية:
كان كفار قريش لا يعرفون اللغة العربية جيدًا، ولم يكونوا على علم بتاريخها وأصولها، لذلك ظنوا أن اسم الله تعالى ليس معروفًا عند العرب.
التعصب للآلهة الأخرى:
كان كفار قريش يعبدون آلهة متعددة، مثل اللات والعزى ومناة، وكانوا يرفضون الاعتراف بوجود إله آخر غير آلهتهم، لذلك أنكروا اسم الله تعالى.
الكراهية للإسلام:
كان كفار قريش يكرهون الإسلام، ويخشون أن ينتشر بين الناس، لذلك سعوا إلى إبطال دعوة النبي محمد ونفي اسم الله تعالى الذي دعاهم إلى عبادته.
أدلة على معرفة العرب باسم الله تعالى قبل الإسلام
توجد العديد من الأدلة التاريخية والنصوص الدينية التي تثبت أن العرب كانوا يعرفون اسم الله تعالى قبل الإسلام، منها:
الشعر الجاهلي:
ورد اسم الله تعالى في كثير من أشعار العرب الجاهلية، مثل قول طرفة بن العبد: “فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع”.
نقوش ثمود:
عُثر على نقوش ثمودية في شمال الجزيرة العربية، والتي يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الإسلام، وتحتوي على اسم الله تعالى بشكل صريح.
التوراة والإنجيل:
ذكر اسم الله تعالى في التوراة والإنجيل، والتي كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام، وكانوا يتداولونها بينهم.
موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم من إنكار كفار قريش
واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنكار كفار قريش لاسم الله تعالى بحكمة وحجة، ودحض ادعاءاتهم بالأدلة والبراهين، فقد بين لهم أن اسم الله تعالى معروف عند العرب، وأنه هو الإله الذي خلقه وخلق آباءهم.
القرآن الكريم:
نزلت آيات كثيرة في القرآن الكريم تثبت وجود اسم الله تعالى قبل الإسلام، مثل قوله تعالى: وإذ قال إبراهيم يا رب اجعل هذا البلد آمنًا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام.
السيرة النبوية:
روي في السيرة النبوية أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله تعالى باسمه المعروف قبل الإسلام، ويطلب منه العون والهداية.
الأحاديث النبوية:
ورد في الأحاديث النبوية أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم دعا ربه باسمه المعروف قبل الإسلام، مثل قوله: “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم”.
معنى اسم الله تعالى
اسم الله تعالى هو اسم خاص به وحده، لا يشاركه فيه أحد، وهو مشتق من الفعل “أله”، والذي يعني التعبد والتذلل، ويدل اسم الله تعالى على العبودية له وحده، والتذلل بين يديه، كما يدل على العظمة والكبرياء.
أسماء الله الحسنى:
لله تعالى أسماء كثيرة، منها أسماء حسنى، مثل الرحمن والرحيم والحكيم والعزيز، وهذه الأسماء تدل على صفاته وكماله.
التوحيد بالاسم:
يعتبر التوحيد بالاسم من أركان الإيمان، حيث يجب الإيمان بأن الله تعالى هو الإله وحده، ولا إله غيره، وأن له الأسماء الحسنى.
دلالة الاسم على الذات:
اسم الله تعالى يدل على ذاته المقدسة، وهو ليس مجرد لفظ يُنطق به، بل هو اسم لذات متفردة لها صفات الكمال.
الحكمة من تسمية الله تعالى باسمه
سمى الله تعالى نفسه باسمه لأسباب وحكم كثيرة، منها:
إثبات وجوده:
اسم الله تعالى دليل على وجوده ووحدانيته، فهو الإله الذي لا إله غيره.
التعرف عليه:
اسم الله تعالى هو وسيلة لتعرف الناس على ربهم، ودعائه وسؤاله.
عبادته:
يدعو اسم الله تعالى إلى عبادته وحده، والتذلل بين يديه، وإخلاص العبادة له.
خاتمة
أنكر كفار قريش اسم الله تعالى بدافع الجهل والتعصب، ولكن الأدلة التاريخية والنصوص الدينية تثبت أنه كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام، وأن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم دعا الله تعالى باسمه المعروف، وفسر معنى اسمه، وأكد على التوحيد به، وأن أسماءه الحسنى تدل على صفاته وكالاته.