أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
مقدمة
“أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” هي آية عظيمة من القرآن الكريم، وهي من الأدعية المأثورة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يلجأ إليها المسلمون في جميع أوقات الشدة والضيق، ففيها مناجاة بين العبد وربه، وتعبير عن مدى التوكل والاعتماد على الله في كل الأمور.
اللجوء إلى الله في الشدائد
عندما يمس الإنسان الضر أو يقع في الشدة، لا يجد ملجأً إلا عند الله فهو الرحمن الرحيم، وهو القادر على كشف الضر وإزالة الهم. وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم أن ندعو إليه ونتوكل عليه في كل الأمور، فقال سبحانه وتعالى: “وإذا مسكم الضر فلا ملجأ من الله إلا إليه”.
فضل الدعاء بـ “أني مسني الضر”
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا مس المسلم ضر أو مرض قال: “أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”. وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها عند المرض والحزن. كما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “من قال حين يمسّه الضر: أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، ثلاث مرات، استجاب الله دعاءه”.
شرح معنى الدعاء
تتكون عبارة “أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” من جملتين:
“أني مسني الضر”: وهي اعتراف من العبد بضعفه ومس الحاجة إليه.
“وأنت أرحم الراحمين”: وهي مناجاة لله تعالى وتعظيم لرحمته وفضله.
فضائل رحمة الله تعالى
الله تعالى هو أرحم الراحمين، وهو الغفور الرحيم الذي يتقبل دعاء عباده ويستجيب لمن دعاه، وقد ورد في الحديث القدسي: “يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وقفوا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا”.
أداب الدعاء بـ “أني مسني الضر”
عند الدعاء بـ “أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، يجب مراعاة بعض الآداب، منها:
الإخلاص لله تعالى وتوجيه الدعاء إليه وحده.
الحضور القلب وعدم الشرود أثناء الدعاء.
اليقين والإيمان بأن الله تعالى هو القادر على كشف الضر.
التضرع والخشوع في الدعاء والإلحاح فيه.
الحمد لله تعالى والثناء عليه قبل وبعد الدعاء.
الخاتمة
إن الدعاء بـ “أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” هو من أفضل الأدعية التي يلجأ إليها المسلمون في أوقات الشدة والضيق، وهو دعاء مستجاب بإذن الله تعالى، فالله تعالى هو أرحم الراحمين وهو القادر على كشف الضر وإزالة الهم.