إن الله بصير بالعباد
إن الله عز وجل بصير بالعباد، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو مطلع على كل شيء، لا يخفى عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
1- العلم والإحاطة
إن علم الله محيط بكل شيء، يعلم الغيب والشهادة، ولا يغيب عنه شيء، فهو عالم بكل ما كان وما يكون وما سيكون، يعلم سرنا وعلانيتنا، يعلم ما تخفي الصدور وما نضمر في نفوسنا.
ويعلم الله كل ما نفعله ونقوله وننوي، يعلم أعمالنا الصالحة والسيئة، يعلم نوايانا وأفكارنا، فلا يمكن أن نخفي عليه شيئًا.
وذكر الله ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون” (التوبة: 105).
2- الرقابة والحفظ
إن الله يراقب العباد ويحفظهم من كل سوء، فهو حافظهم من المكروه والشر، يحرسهم بعينه التي لا تنام ولا تغفل.
ويذكر الله أنه حافظ العباد في القرآن الكريم في قوله تعالى: “هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها وجعل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقًا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون” (الزمر: 6).
ويحفظ الله العباد من كيد الشياطين ومكرهم، يحميهم من شرورهم ووساوسهم، فلا يمكن أن يمسه أحد بسوء إلا بإذن الله.
3- الإجابة والدعاء
إن الله بصير بالعباد، مجيب دعائهم، يرى تضرعهم ويسمع ندائهم، لا يخيب رجاء من دعاه.
وذكر الله في القرآن الكريم أنه مجيب الدعاء في قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة: 186).
ولا يرد الله دعاء إلا لخير أو لمصلحة العبد، فهو يعلم ما يصلح للعباد وما يضرهم، فيستجيب لهم على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم.
4- العدل والإنصاف
إن الله عادل لا يظلم أحدًا، يعطي كل ذي حق حقه، يحاسب العباد على أعمالهم، ويجزيهم بما يستحقون.
ويذكر الله في القرآن الكريم أنه عادل في قوله تعالى: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” (الزلزلة: 7-8).
ولا يظلم الله أحدًا، يعطي كل ذي حق حقه، ويعاقب على كل ذنب، ولا يعذب أحدًا إلا بما يستحق.
5- المغفرة والرحمة
إن الله بصير بالعباد، غفور رحيم، يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم، يتجاوز عن سيئاتهم ويعفو عن أخطائهم.
وذكر الله في القرآن الكريم أنه غفور رحيم في قوله تعالى: “هو الذي يتقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون” (الشورى: 25).
ولا يقنط الله عباده من رحمته، وإن عظمت ذنوبهم، فباب التوبة مفتوح دائمًا، فمن تاب إلى الله تاب عليه.
6- الرزق والتوفيق
إن الله بصير بالعباد، يرزقهم ويوفيقهم لما فيه خيرهم، ييسر لهم أسباب النجاح والفلاح، يرزقهم من حيث لا يحتسبون.
وذكر الله في القرآن الكريم أنه رازق العباد في قوله تعالى: “وعلى الله رزق كل دابة في الأرض” (هود: 6).
والتوكل على الله من أهم أسباب الرزق والتوفيق، فمن يتوكل على الله ييسر له الله أمره، ويبارك له في رزقه.
7- الشكر والحمد
إن الله بصير بالعباد، ويحب أن يشكره عباده ويحمدوه على نعمه، فالشكر والحمد من أهم العبادات التي يحبها الله.
وذكر الله في القرآن الكريم أن الشاكرين هم الفائزون في قوله تعالى: “ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد” (إبراهيم: 7).
فعلى العباد أن يشكروا الله على نعمه الظاهرة والباطنة، فالشكر يزيد النعم ويجلب البركات.
وفي الختام، إن الله بصير بالعباد، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فلا يمكن أن نخفي عليه شيئًا، فنسأله أن يلهمنا رشادنا، وأن يقينا شرور أنفسنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه رضاه.