بسه شيرازي
بسه شيرازي شاعرة إيرانية عاشت في القرن السادس الهجري، وهي من رائدات الشعر النسوي في الأدب الفارسي وأحد أهم أعلامه، عرفت بقصائدها الغزلية الرقيقة وقصائدها الصوفية العميقة، اشتهرت بلقب “أميرة الشعراء”، واستطاعت أن تحقق شهرة واسعة في حياتها وبعد وفاتها.
نشأتها وحياتها
ولدت بسه شيرازي عام 1094 في مدينة شيراز بإيران، ونشأت في أسرة ثرية ومحبة للعلم والأدب، فحظيت بتعليم جيد وتلقت دروساً في الأدب والفلسفة وعلوم الدين، وقد ساعدها ذلك على تطوير موهبتها الشعرية منذ صغرها، وتزوجت من أحد كبار رجال الدولة السلجوقية، لكنها انفصلت عنه بعد فترة قصيرة، وعاشت حياتها متفرغة للشعر والأدب، وقد توفيت عام 1157 في مسقط رأسها شيراز.
أسلوبها الشعري
امتاز شعر بسه شيرازي بالرقة والسهولة والأسلوب العذب، كما تميزت قصائدها بالخيال الخصب والصور الشعرية الجميلة، واستخدمت في شعرها الكثير من الرموز والإشارات الصوفية الدالة على حبها الشديد لله وتوقها إلى لقائه، كما تميزت قصائدها بقوة العاطفة وصدق المشاعر، وقد أثرت قصائدها في الكثير من الشعراء الذين جاؤوا بعدها.
قصائدها الغزلية
اشتهرت بسه شيرازي بقصائدها الغزلية الرقيقة التي تتغنى فيها بحبها الشديد للحبيب، وقد عبرت في هذه القصائد عن مشاعرها الصادقة وعواطفها الجياشة تجاه من تحب، مستخدمة في ذلك لغة شعرية جميلة وصورًا حسية ملموسة، وقد حظيت قصائدها الغزلية بشهرة واسعة وانتشرت في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
قصائدها الصوفية
إلى جانب قصائدها الغزلية، نظمت بسه شيرازي العديد من القصائد الصوفية التي تتغنى فيها بحبها لله وتوقها إلى لقائه، وقد استخدمت في هذه القصائد لغة صوفية عميقة مليئة بالإشارات والرموز، ووصفت فيها تجربتها الروحية وشوقها إلى الاتحاد الإلهي، وقد أثرت قصائدها الصوفية في الكثير من الشعراء الصوفيين الذين جاؤوا بعدها.
إرثها الشعري
تركت بسه شيرازي إرثًا شعريًا كبيرًا يضم أكثر من 500 قصيدة، وقد جمعت هذه القصائد بعد وفاتها في ديوان يعتبر من أهم دواوين الشعر النسوي في الأدب الفارسي، وقد حظي ديوانها بشهرة واسعة وترجم إلى العديد من اللغات، ولا يزال شعرها إلى اليوم يدرس في الجامعات والمعاهد الأدبية في إيران والعالم الإسلامي.
تقديرها وإرثها
حظيت بسه شيرازي بتقدير كبير من الشعراء والنقاد في حياتها وبعد وفاتها، وقد أطلق عليها لقب “أميرة الشعراء” تقديراً لمكانتها العالية في الشعر النسوي الفارسي، ولا يزال شعرها إلى اليوم يلقى إعجاب القراء والباحثين الذين يثنون على رقتها وصدق عاطفتها وقوتها في التعبير، وقد أصبحت بسه شيرازي رمزًا للإبداع الشعري النسوي في الأدب الفارسي.
خاتمة
كانت بسه شيرازي شاعرة إيرانية عظيمة تركت بصمة واضحة في الأدب الفارسي، وقد حظيت بشهرة واسعة في حياتها وبعد وفاتها، وتعتبر من أبرز شاعرات الشعر النسوي في العالم الإسلامي، ولا تزال قصائدها إلى اليوم تلقى إعجاب القراء والباحثين وتدرس في الجامعات والمعاهد الأدبية في إيران والعالم الإسلامي.