عساكم من عواده
تعتبر زيارة المريض من العبادات الاجتماعية التي حثنا عليها ديننا الحنيف، فهي من أهم صور التكافل الاجتماعي والإنساني، حيث يزور المسلم أخاه المريض ليعوده ويسأل عن صحته ويدعو له بالشفاء، ويساعده في ما يحتاجه، ويشعره بأنه ليس وحيدًا في مرضه، وهذا من شأنه أن يسرع شفاء المريض ويخفف من آلامه ومعاناته.
فضل عيادة المريض
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يعود مسلمًا فيبكر فيعوده إلا وكل الله به ملكين يقولان: طبت وطاب ممشاك وبت الليلة في خير”.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار مريضًا في يوم وليلة كتب الله له عشرين حسنة، فإذا عاده في يوم مرتين كتب الله له أربعين حسنة، فإذا عاده في يوم ثلاث مرات كتب الله له ستين حسنة، فإذا أتى الليلة الرابعة فصاعدًا كتب الله له ثواب شهيد”.
آداب عيادة المريض
اختيار الوقت المناسب للزيارة، بحيث لا يكون وقت راحة المريض أو نومه.
الاستئذان قبل الدخول إلى غرفة المريض، مع مراعاة خصوصيته.
الجلوس إلى جانب المريض بابتسامة مشرقة، والسلام عليه والاطمئنان على صحته.
السؤال عن احتياجات المريض وتقديم المساعدة له قدر الإمكان.
الدعاء للمريض بالشفاء العاجل، وتقديم الكلمات الطيبة والمشجعة له.
عدم الإطالة في الزيارة، حتى لا يتعب المريض أو يشعر بالملل.
عدم إخبار المريض بأخبار سيئة أو محزنة، وعدم إثارة القلق لديه.
تجنب الحديث عن الأمراض أو الأعراض المرضية بصورة تفصيلية، حتى لا يثير ذلك مخاوف المريض.
فوائد عيادة المريض
فائدة للمريض:
الشعور بالاهتمام والتقدير من قبل الأهل والأصدقاء.
رفع معنويات المريض وتحسين حالته النفسية.
تسريع عملية الشفاء وتقليل فترة المرض.
فائدة للزائر:
زيادة الأجر والثواب عند الله تعالى.
الشعور بالرضا والراحة النفسية لخدمة الآخرين.
كسب محبة وامتنان المريض وأهله.
حالات لا ينبغي فيها عيادة المريض
إذا كان المريض في حالة حرجة أو معزول طبيًا.
إذا كان المريض مصابًا بمرض معدٍ.
إذا كان المريض لا يرغب في الزيارة.
إذا كان المريض في حالة نفسية سيئة أو متقلبة.
إذا كان المريض يحتاج إلى الراحة وعدم الإزعاج.
حالات يندب فيها عيادة المريض
إذا كان المريض من كبار السن أو المرضى المزمنين.
إذا كان المريض فقيرًا أو محتاجًا.
إذا كان المريض وحيدًا أو ليس لديه أقارب أو أصدقاء.
إذا كان المريض مصابًا بمرض خطير أو مزمن.
إذا كان المريض في حالة نفسية سيئة أو يحتاج إلى الدعم المعنوي.
إن عيادة المريض من الأعمال الصالحة التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولها فضل عظيم وثواب كبير عند الله تعالى، فهي تعكس روح التكافل الاجتماعي والإنساني بين المسلمين، وتساعد على تسريع شفاء المريض وتخفيف معاناته، ولها فوائد جمة على الزائر أيضًا، فإنه يزيد أجره عند الله ويشعر بالرضا والراحة النفسية، وينال محبة وامتنان المريض وأهله.