حديث الرسول عن الحب
إن الحب من أسمى وأعظم المشاعر الإنسانية التي خلقها الله في قلب الإنسان، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحب، وبين لنا فضله ومكانته، وذكر لنا آثاره الطيبة وثماره المباركة في الدنيا والآخرة، كما حذرنا من حب الدنيا وشهواتها الفانية.
الحب في الإسلام
يعتبر الحب في الإسلام أحد أهم أسس التعامل بين المسلمين، فهو يمثل صفة الرحمة والمودة التي يجب أن يتحلى بها المسلمون في تعاملهم مع بعضهم البعض، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحب، فقال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
فضائل الحب
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل الحب العديدة، فقال: “المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وقال أيضًا: “إن الله يحب المتحابين في الله، ويحب الذين يتواصلون في الله، ويحب الذين يتعاطفون في الله”.
وقال: “ثلاثة يحبهم الله ويحبهم الناس: المتصدق بصدقة من غير من ولا أذى، والمتكلم بالخير والرفق، والمتواضع في غير مذلة”.
ثمار الحب
يؤدي الحب إلى العديد من الثمار الطيبة في الدنيا والآخرة، منها:
في الدنيا: يقوي الحب أواصر المحبة والألفة بين الناس، ويجعل المجتمع أكثر تماسكًا وترابطًا، ويخلق بيئة يسودها السعادة والطمأنينة.
في الآخرة: يثقل الله ميزان المسلم المحب يوم القيامة، ويكسبه دخول الجنة، ويجعله في أعلى عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
آثار حب الدنيا
حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب الدنيا وشهواتها الفانية، وقال: “حب الدنيا رأس كل خطيئة”.
وقال أيضًا: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله”.
وقال: “الدنيا دار فتنة، فلا تغركم الدنيا، فإن اليوم هنا وغدًا عند الله، فاعملوا لله واعبدوه، واتركوا الدنيا تعرض لكم”.
الحب في القرآن الكريم
ورد ذكر الحب في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها:
“وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون وجبلنا لكم فيها جبالاً وجعلنا فيها أنهارًا إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون”
“قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”
“يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله”
الفرق بين الحب في الإسلام والحب في الجاهلية
يتمثل الاختلاف الجوهري بين الحب في الإسلام والحب في الجاهلية في أن الحب في الإسلام قائم على العقيدة والإيمان، بينما كان الحب في الجاهلية قائمًا على الشهوة والمصلحة الشخصية.
الحب في السنة النبوية
وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على الحب، ومنها:
“لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.
“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
“إن من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”.
خاتمة
إن الحب من أسمى وأعظم المشاعر الإنسانية التي خلقها الله في قلب الإنسان، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحب، وبين لنا فضله ومكانته، وذكر لنا آثاره الطيبة وثماره المباركة في الدنيا والآخرة، كما حذرنا من حب الدنيا وشهواتها الفانية.