حديث يدل على محبة رسول الله للأنصار
كان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار واضحًا وجليًا، فقد ذكرتهم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة”
في هذا الحديث، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبب إليه المدينة المنورة كما أحب إليه مكة المكرمة، وهذا يدل على شدة حب الأنصار في قلبه صلى الله عليه وسلم، حيث كان يرى المدينة موطنًا لهم ومأوىً لهم، وكان يحرص على أن يحظوا فيه بالراحة والطمأنينة.
كما يدل هذا الحديث على أن حب النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة كان من أجل الأنصار، حيث إنها كانت عاصمة دولتهم ومقر إقامتهم، فكان حبه صلى الله عليه وسلم للمدينة هو حبًا للأنصار الذين يعيشون فيها.
ومن مظاهر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة أنه كان يدعو لها بالبركة والرحمة، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أنه قال: “اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ونبيك، اللهم وأنا أحب أرضك التي اخترتها لنبيك، فاجعلها مباركة وارزق أهلها من الثمرات.”
2. قوله صلى الله عليه وسلم: “الأنصار هم أهلي”
في هذا الحديث، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بأنهم أهله، وهذا يدل على قربهم منه ومكانتهم عنده، فقد كانوا أكثر الناس قربًا إليه ومؤازرة له في دعوته ورسالته، وكانوا دائمًا على استعداد لنصرته وجهاده في سبيل الله.
وقد تجلى حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار في مواقف عديدة، ففي غزوة أحد، عندما فر المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي معه نفر قليل، كان الأنصار هم الذين ثبتوا معه وقاتلوا حتى النهاية، وفي غزوة بدر، عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار يصطفون حوله ويحمون ظهره قال: “ما أجمل هذا الجمع”.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على رعاية الأنصار ومساعدتهم، فقد كان يقسم الغنائم بينهم بالتساوي، ويحرص على أن ينالوا نصيبًا وافرًا منها، كما كان يشفع لهم عند الحكام ويعينهم في أمورهم.
3. قوله صلى الله عليه وسلم: “الأئمة من قريش والوزراء من الأنصار”
في هذا الحديث، قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة السياسية والعسكرية في الدولة الإسلامية بين المهاجرين والأنصار، فجعل الأئمة من قريش والوزراء من الأنصار، وهذا يدل على الثقة الكبيرة التي كان يكنها للأنصار، وإيمانه بقدرتهم على تحمل المسؤولية.
وقد أثبت الأنصار جدارتهم في تحمل المسؤولية، فقد كانوا من أبرز القادة العسكريين في الفتوحات الإسلامية، وكانوا خير معين للخلفاء الراشدين في إدارة الدولة الإسلامية.
ومن أشهر القادة العسكريين الأنصار: سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن رواحة، وخالد بن الوليد، وقد قادوا جيوش المسلمين إلى فتح بلاد فارس والروم والهند وغيرها من البلدان.
4. قوله صلى الله عليه وسلم: “حُب الأنصار إيمان”
في هذا الحديث، ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حب الأنصار والإيمان، وهذا يدل على أن حب الأنصار هو دليل على قوة الإيمان وسلامة العقيدة، وأن من أحب الأنصار فقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على تأليف قلوب المهاجرين والأنصار، وتوحيد صفوفهم، فقد كان يوصيهم دائمًا بالمحبة والمودة والإخاء، وكان يقول: “يا معشر المهاجرين والأنصار، تآلفوا وتوادوا وتراحموا، واتركوا هذه الأحقاد التي كانت في الجاهلية”.
وقد استجاب المهاجرون والأنصار لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحبو بعضهم البعض، وتعاونوا وتكاتفوا، حتى أصبحوا أقرب إلى بعضهم من الإخوة الأشقاء.
5. قوله صلى الله عليه وسلم: “أهل المدينة هم أوفى الناس وفاء”
في هذا الحديث، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة بأنهم أوفى الناس وفاء، وهذا يدل على أن الأنصار كانوا من أكثر الناس وفاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، وكانوا على العهد والميثاق الذي أخذ عليهم، لم يتخلوا عنه ولم ينقضوا عهدهم.
وقد تجلى وفاء الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة، ففي غزوة أحد، عندما فر المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي معه نفر قليل، كان الأنصار هم الذين ثبتوا معه وقاتلوا حتى النهاية، وفي غزوة الخندق، عندما حفر المشركون الخندق حول المدينة، كان الأنصار هم الذين حفروا الخندق وأعدوا العدة للقتال.
وكان وفاء الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مجرد وفاء عابر، بل كان وفاءًا راسخًا ترسخ في قلوبهم، فكانوا مستعدين للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته.
6. قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم”
في هذا الحديث، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المغفرة والرحمة للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم، وهذا يدل على حبه الشديد لهم وحرصه على فلاحهم في الدنيا والآخرة.
وقد استجاب الله لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان الأنصار من أكثر الناس فلاحًا وسعادة في الدنيا، وكانوا من أكثر الناس نجاةً وفوزًا في الآخرة، وقد شهد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه في حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، قال: “الأنصار كرجل صالح فني في قومه، فمن أحب أن يحيى حياة صالحة ويموت ميتة صالحة فليلحق الأنصار”.
وقد امتد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار حتى بعد وفاته، فقد كان يوصي أصحابه بالرفق بهم وإكرامهم، وكان يقول: “أوصيكم بالأنصار خيرًا، فإنهم كرشي وعيبتي، فاستوصوا بهم خيرًا”.
7. قوله صلى الله عليه وسلم: “الأنصار هم ناصري ومعيني”
في هذا الحديث، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بأنهم ناصروه ومعينوه، وهذا يدل على أن الأنصار كانوا من أشد الناس نصرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، وكانوا دائمًا على استعداد لبذل أنفسهم وأموالهم في سبيل مساندته والوقوف معه.
وقد تجلى نصر الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة، ففي غزوة بدر، عندما هاجم المشركون المسلمين، كان الأنصار هم الذين وقفوا إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتلوا معه حتى نصر الله المسلمين، وفي غزوة أحد، عندما فر المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي معه نفر قليل، كان الأنصار هم الذين ثبتوا معه وقاتلوا حتى النهاية.
ولم يقتصر نصر الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الحروب والقتال، بل كان نصرًا شاملاً، فقد كانوا ناصرين له في دعوته ونصرته في جميع أموره، وكانوا معينين له في تربية وتعليم الصحابة، وكانوا خير سند وعون له في بناء الدولة الإسلامية.