حدود الحرم النبوي
يقع الحرم النبوي في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وهو ثاني أقدس مكان للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة. ويمتد الحرم النبوي على مساحة واسعة جدًا، وقد تم تحديد حدوده في عصور مختلفة من التاريخ الإسلامي.
حدود الحرم النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الحرم النبوي يمتد من مسجد قباء إلى مسجد الغمامة، وهو المكان الذي كان ينزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان خارج المدينة.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل”
حدود الحرم النبوي في عهد الخلفاء الراشدين
في عهد الخلفاء الراشدين، تم توسيع حدود الحرم النبوي لتشمل كل المدينة المنورة.
وروى الإمام البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المدينة، ما بين عير إلى ثور”
حدود الحرم النبوي في عهد الدولة الأموية
في عهد الدولة الأموية، تم توسيع حدود الحرم النبوي لتشمل الأحياء المحيطة بالمدينة المنورة.
وروى الإمام الطبري في تاريخه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المدينة، وإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حرم ما بين عير إلى ثور، وإني حرمت ما بين أحد إلى حراء”
حدود الحرم النبوي في عهد الدولة العباسية
في عهد الدولة العباسية، لم يتم توسيع حدود الحرم النبوي، ولكن تم ترميم المسجد النبوي وتوسيعه.
وروى الإمام ابن كثير في البداية والنهاية أن المهدي العباسي قام بتوسيع المسجد النبوي وزيادة مساحته.
حدود الحرم النبوي في عهد الدولة العثمانية
في عهد الدولة العثمانية، تم توسيع حدود الحرم النبوي لتشمل ضواحي المدينة المنورة.
وروى الإمام ابن بطوطة في رحلته أن السلطان العثماني سليمان القانوني قام بتوسيع المسجد النبوي وإضافة مآذن جديدة إليه.
حدود الحرم النبوي في عهد المملكة العربية السعودية
في عهد المملكة العربية السعودية، تم توسيع حدود الحرم النبوي عدة مرات لتشمل الأحياء الجديدة المحيطة بالمدينة المنورة.
وروى الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الملك عبد العزيز آل سعود قام بتوسيع المسجد النبوي وتجديده.
حدود الحرم النبوي حاليًا
يمتد الحرم النبوي حاليًا على مساحة تزيد عن 400 كيلو متر مربع، ويضم المسجد النبوي والعديد من الأحياء المحيطة به.
وقد وضع العلماء والفقهاء حدود الحرم النبوي على النحو التالي:
- من الشمال: جبل أحد
- ومن الجنوب: مسجد قباء
- ومن الشرق: مقبرة بقيع الغرقد
- ومن الغرب: وادي العقيق
ويحرم على المسلم إتيان الحرم النبوي وهو محرم، أو جنب، أو حائض، أو نفساء.
خاتمة
لقد حدد العلماء والفقهاء حدود الحرم النبوي على مر العصور، وقد توسعت هذه الحدود مع مرور الزمن لتشمل الأحياء المحيطة بالمدينة المنورة.
ويجب على المسلمين مراعاة حدود الحرم النبوي واحترام حرمته، فإنه من أشرف البقاع وأقدسها.