حكم الامام علي في التعامل مع الناس
كان الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مثالاً يُحتذى به في التعامل مع الناس، فقد كان حكيماً عادلاً، عرف عنه كرم أخلاقه ونبله، وترك لنا حكمًا قيمة في كيفية التعامل مع الآخرين.
حكم الإمام علي في التعامل مع الناس
-
صحب الناس بأحسن أخلاقهم
-
الابتعاد عن الرياء والتكبر
-
العفو والتسامح
-
الإحسان إلى الآخرين
-
العدل والمساواة
-
الصدق والأمانة
-
النصح والإرشاد
حكم الإمام علي بالصحبة الحسنة للناس، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم أو انتماءاتهم. فقد قال، “صاحب الناس بما تحب أن تصاحب به، فإنك لن تصحب أحداً على خلق إلا صحبك يوماً على بعضه”.
وكان يُوصي أصحابه بمجاملة الناس وحسن التعامل معهم، فقال، “خالقوا الناس بخلق حسن، واعفوهم عما يصدر منهم إليكم، تواصوا بالإحسان، وتناهوا عن الفحشاء، وإذا رأيتم المعروف في يدي أحد فلا تبخلوا عليه به، وإذا رأيتم المنكر في يدي أحد فلا تعينوه عليه”.
ويرى الإمام علي أن الصحبة الحسنة هي التي تُبنى على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، فقال، “لا تصحب من لا يرى لك حرمة، ولا تؤاخ من لا يفي لك بذمة، وإذا صاحبك صاحب فكن له كما تحب أن يكون لك، فإنك لا تخلوا من حاجته إليك أو حاجته منك”.
نهى الإمام علي عن الرياء والتكبر في التعامل مع الناس، لأنها صفات تُفسد العلاقات الإنسانية. فقد قال، “إياك وما يزينه لك الشيطان من أعمالك، فإن الشيطان قد زين للناس أعمالهم حتى هلكوا”.
وكان يُوصي أصحابه بالتواضع والتواضع، فقال، “لا تترفع عن الناس تكبراً، فمن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر عليه وضعه الله”.
ويرى الإمام علي أن التواضع هو مفتاح القلوب، وأن المتواضع يُحب الجميع ويُحبه الجميع، فقال، “التواضع مفتاح الفلاح”.
أوصى الإمام علي بالعفو والتسامح مع الناس، لأنها من أسمى الأخلاق الإنسانية. فقد قال، “ليس العفو عند المقدرة بعجز، ولكنه شرف وكرم، فاعف عمن ظلمك، واحسن إلى من أساء إليك”.
وكان يُسامح أعداءه ويُحسن إليهم، فقال، “ما انتقمت من أحد قط إلا لمن تعدى علي، فلو قدرني عليه عاقبته”.
ويرى الإمام علي أن العفو والتسامح هما السبيل الوحيد لبناء مجتمع سلمي ومتماسك، فقال، “إذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا سكت فليذكر وصايا الله، وإذا ذكر وصايا الله فليلن غضبه”.
حث الإمام علي على الإحسان إلى الآخرين، لأنها من أعظم القيم الإنسانية. فقد قال، “أحسن إلى من أساء إليك، تكن قد أحسنت إلى نفسك”.
وكان يُوصي أصحابه بإكرام الضيف وإطعام الجائع وإعانة المحتاج، فقال، “أكرم ضيفك وإن كان عدوك، وأطعم جائعك وإن كان كافراً”.
ويرى الإمام علي أن الإحسان إلى الآخرين هو دليل على إيمان المرء وصدقه، فقال، “الإحسان إلى الناس من الإيمان”.
أمر الإمام علي بالعدل والمساواة في التعامل مع الناس، لأنها من أهم أسس المجتمع العادل والمتكافل. فقد قال، “لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى”.
وكان يُوصي أصحابه بعدم الظلم لأحد، فقال، “لا تظلموا الناس ولا تعتدوا عليهم، فإن الله لا يحب الظالمين”.
ويرى الإمام علي أن العدل والمساواة هما السبيل الوحيد لبناء مجتمع متماسك ومتضامن، فقال، “العدل أساس الملك”.
شدد الإمام علي على ضرورة التحلي بالصدق والأمانة في التعامل مع الناس، لأنها من أهم الصفات التي يتحلى بها المرء. فقد قال، “أصدق الناس من صدق لسانه، وأبر الناس من أبر قولا وفعلا”.
وكان يُوصي أصحابه بالصدق في القول والوفاء بالوعد، فقال، “لا تكذب ولا تغدر ولا تخن، فإن الكذب والغدر والخيانة من أخلاق المنافقين”.
ويرى الإمام علي أن الصدق والأمانة هما أساس الثقة بين الناس، وأن من يتحلى بهما يكون محبوباً وموثوقاً به، فقال، “الصدق والأمانة يرفعان المرء إلى أعلى المراتب”.
أوصى الإمام علي بنصح وإرشاد الآخرين، لأنها من أهم واجبات المؤمن. فقد قال، “انصحوا إخوانكم فإن النصح لهم من حق”.
وكان يُوصي أصحابه بأن ينصحوا بعضهم البعض بأحسن وجه، فقال، “إذا رأيتم من أخيكم زلة فانهوه عنها”.
ويرى الإمام علي أن النصح والإرشاد هما السبيل الوحيد لتصحيح الأخطاء وإصلاح المجتمع، فقال، “النصح والإرشاد من أسباب النجاة”.
وختامًا، فإن حكم الإمام علي في التعامل مع الناس هي بمثابة دستور أخلاقي وإنساني، وهي بمثابة دليل شامل لكيفية التعامل مع الآخرين بإنصاف واحترام. فقد دعا إلى الصحبة الحسنة والابتعاد عن الرياء والتكبر، والعفو والتسامح والإحسان إلى الآخرين، والعدل والمساواة والصدق والأمانة والنصح والإرشاد. وهي حكمة خالدة لا تزال تُلهم الناس حتى يومنا هذا.