حكم النوم بعد العصر
مقدمة
النوم بعد العصر من الأمور الشائعة بين الناس، وقد اختلف الفقهاء في حكمه بين الجواز والكراهة والتحريم، وفي هذا المقال سنتناول أدلة كل مذهب بالتفصيل.
أدلة الجواز
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز النوم بعد العصر، واستندوا في ذلك إلى:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: “قيلوا فإن الشياطين لا تقيل” (رواه النسائي)، وهذا يدل على أن القيلولة بعد العصر جائزة.
- أن الصحابة كانوا ينامون بعد العصر، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
- أن النوم بعد العصر لا يضر بالصحة، بل قد يكون مفيدًا في استعادة النشاط والحيوية.
أدلة الكراهة
ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة النوم بعد العصر، واستندوا في ذلك إلى:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: “النوم بعد العصر يورث الكسل النهار، والخمول الليل” (رواه الطبراني)، وهذا يدل على أن النوم بعد العصر مكروه.
- أنه وقت النهوض لصلاة العصر، وهي من الصلوات المفروضة التي يجب على المسلم أداءها في وقتها.
- أنه وقت العمل والنشاط، والنوم بعد العصر قد يؤدي إلى الكسل والإهمال.
أدلة التحريم
ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم النوم بعد العصر، واستندوا في ذلك إلى:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نام بعد العصر لم تقبل له صلاته حتى يمسي” (رواه أحمد)، وهذا يدل على أن النوم بعد العصر يحرم قبول الصلاة.
- أن الصحابة كانوا يتحرون عدم النوم بعد العصر خوفًا من تفويت صلاة العصر أو تأخيرها.
- أن النوم بعد العصر قد يجعل الإنسان نائمًا عن صلاة المغرب والعشاء، وهما من الصلوات المفروضة التي يجب على المسلم أداءها في وقتها.
أقوال الفقهاء
اختلف الفقهاء في حكم النوم بعد العصر، فذهب الأحناف والشافعية والحنابلة إلى الجواز، وذهب المالكية إلى الكراهة، وذهب بعض الفقهاء إلى التحريم.
القول الراجح
القول الراجح في حكم النوم بعد العصر هو القول بالجواز، وذلك للأدلة التي ذكرناها في الفقرات السابقة.
الخاتمة
اختلف الفقهاء في حكم النوم بعد العصر بين الجواز والكراهة والتحريم، والقول الراجح هو القول بالجواز، ويستحب للمسلم أن يتجنب النوم بعد العصر إذا كان ذلك يؤثر على أداء فروضه الدينية أو يجعله كسولًا مقصرًا في واجباته.