حكم دق العود
اختلف الفقهاء في حكم دق العود والغناء المصاحب له، فذهب جمهور الفقهاء إلى تحريمه، وعدد قليل إلى تحليله، وذهب بعضهم إلى التفريق بين الغناء المصحوب بكلام فيه مدح أو هجاء أو غزل فيحرم، وبين الغناء المصحوب بكلام فيه وعظ وإرشاد فيجوز.
حكم دق العود عند الجمهور
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى تحريم دق العود والغناء المصاحب له، واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية:
- الأحاديث النبوية التي تنهى عن الغناء، مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”، وفي رواية: “وليكونن من أمتي قوم يتركون الصلاة ويتبعون الشهوات ويستحلون المحرمات”.
- أن الغناء له تأثير سلبي على القلب والعقل، ويصرف عن ذكر الله تعالى.
- أن الغناء يلهي عن العبادات والطاعات.
حكم دق العود عند بعض الفقهاء
ذهب بعض الفقهاء من السلف إلى تحليل دق العود والغناء المصاحب له، واستدلوا على ذلك بالأدلة التالية:
- أن الغناء كان موجودًا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينهه عنه.
- أن الغناء لا يختلف عن سائر المباحات الأخرى، ولا يخرج عن كونه شيئًا من اللهو والطرب.
- أن الغناء يمكن أن يكون وسيلة للدعوة إلى الله تعالى.
التفريق بين الغناء المباح والمحرم
ذهب بعض الفقهاء إلى التفريق بين الغناء المباح والغناء المحرم، فذهبوا إلى تحريم الغناء المصحوب بكلام فيه مدح أو هجاء أو غزل، وجواز الغناء المصحوب بكلام فيه وعظ وإرشاد.
شروط الغناء المباح
إذا جوزنا الغناء بشروط معينة، فيشترط فيه ما يلي:
- أن يكون الكلام المصاحب للغناء خاليًا من الكذب والفحش والغيبة والنميمة.
- أن لا يكون الغناء مصحوبًا بالمعازف المحرمة، مثل الطبول والمزامير.
- أن لا يصرف الغناء عن العبادات والطاعات.
حكم دق العود في الأعراس
ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم دق العود والغناء في الأعراس، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي تدل على تحريم الغناء مطلقًا، وبأن الأعراس غالبًا ما يصاحبها المحرمات الأخرى، مثل اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وشرب الخمر، والرقص.
حكم دق العود في الأفراح
ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم دق العود والغناء في الأفراح الأخرى غير الأعراس، مثل أعياد الميلاد، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي تدل على تحريم الغناء مطلقًا، وبأن الأفراح الأخرى لا تختلف عن الأعراس من حيث كونها تصاحبها المحرمات الأخرى.
حكم تعلم دق العود
ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم تعلم دق العود والغناء، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي تدل على تحريم الغناء مطلقًا، وبأن تعلم دق العود يعد طريقًا إلى الغناء المحرم.
الخاتمة
اختلف الفقهاء في حكم دق العود والغناء المصاحب له، فذهب الجمهور إلى تحريمه، وذهب عدد قليل إلى تحليله، وذهب بعضهم إلى التفريق بين الغناء المباح والمحرم. ولا يجوز تعليم دق العود، ولا يجوز الغناء في الأعراس والأفراح. ويجب على المسلم أن يحذر من دق العود والغناء، لما فيهما من المحرمات والسيئات.