حلى المقابر
الموت هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، وهو حق على كل حي، وقد اهتم المسلمون بالمقابر اهتمامًا كبيرًا، وعملوا على إحيائها وتزيينها، وذلك اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر بالآخرة”.
زيارة المقابر وتزيينها
حث الإسلام على زيارة المقابر لما فيها من تذكرة بالموت والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة”.
يستحب للمسلم أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وقبور الصحابة والتابعين في البقيع، وقبور العلماء والصالحين، والدعاء لهم والاستغفار لهم.
يندب للمسلم أن يقرأ القرآن ويهديه إلى الميت عند زيارة قبره، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من ميت يقرأ عنده سورة يس إلا خفف الله عنه”.
تحريم البناء على القبور
نهى الإسلام عن البناء على القبور، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”.
يحرم البناء على القبور ولو كان بموافقة أهل الميت، لأن ذلك يعتبر من تغيير خلق الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من غير خلق الله”.
يجوز وضع علامة على القبر تدل عليه، مثل حجر أو خشبة، وذلك حتى يعرف الميت ولا يضيع قبره.
توجيه الاستفادة من المقابر
عدم زيارة المقابر ليلاً، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزوروا القبور بالليل فإنها تكون مساكن الجن بالليل”.
يندب للمسلم أن يتجنب المشي بين القبور، وأن يمشي على جوانبها، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تمشوا بين القبور”.
يستحب للمسلم أن يدفن موتاه في مقابر المسلمين، وأن يختار لهم قبورًا في أماكن مرتفعة وبعيدة عن الأماكن المنخفضة.
تجنب التبرج والزينة عند زيارة المقابر
يحرم على النساء التبرج عند زيارة المقابر، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الزوارات للقبور”.
يجب على النساء لبس الحجاب الشرعي عند زيارة المقابر، وعدم إظهار أي جزء من أجسادهن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان”.
يندب للمسلم أن يكون متواضعًا عند زيارة المقابر، وأن لا يرفع صوته بالبكاء والصراخ، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه”.
الاعتبار بالموت وآخرة
قال تعالى: “كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون”، فالموت حق على كل حي، ولا مفر منه، وهو نهاية كل إنسان.
قال تعالى: “وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان”، فالحياة الدنيا متاع وقتي وزائل، والحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة.
قال تعالى: “يوم تبلى السرائر”، ففي الآخرة ستنكشف الأسرار وتظهر الأعمال، وستحاسب النفوس على أعمالها.
حلى القبور عقيدة باطلة
حلى القبور عقيدة باطلة، لأنها تعتمد على الاعتقاد بأن الميت يستفيد من حلي القبر، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الميت لا ينتفع بشيء بعد موته.
حلى القبور بدعة محدثة، لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة، ولا يجوز للمسلم أن يبتدع في دينه.
حلى القبور من الأمور التي تؤدي إلى الشرك بالله تعالى، لأنها قد تؤدي إلى الاعتقاد بأن الميت يستطيع نفع نفسه أو غيره، وهذا يعتبر من الشرك الأكبر.
شروط تحريم حلى القبور
أن يكون الحلي على القبر، سواء كان فوق القبر أو حوله أو تحته.
أن يكون الحلي معداً للزينة، مثل التماثيل والصور والزهور.
أن يعتقد المسلم أن الميت يستفيد من هذا الحلي.
حكم زيارة المقابر مع وجود حلى
إذا زار المسلم قبرًا عليه حلي وهو لا يعلم بذلك، فلا حرج عليه في زيارة القبر.
إذا زار المسلم قبرًا عليه حلي وهو يعلم بذلك، فإن كان يعتقد أن الميت يستفيد من هذا الحلي، فهذا حرام عليه.
إذا زار المسلم قبرًا عليه حلي وهو يعلم بذلك، ولكنه لا يعتقد أن الميت يستفيد من هذا الحلي، فلا حرج عليه في زيارة القبر، ولكنه ينبغي عليه إزالة الحلي من القبر.