يعتبر فهم أسماء الله الحسنى وتدبرها من أهم العبادات وأجل القربات، إذ هي باب من أبواب معرفة الله سبحانه وتعالى، والتوصل إلى صفاته العظيمة وأفعاله الجليلة.
أسماء الله الحسنى ومكانتها
إن أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي وصف الله بها نفسه في كتابه العزيز أو على لسان نبيه الكريم، وهي شاملة لجميع صفاته العليا وصفاته الكاملة.
وقد خص الله تعالى أسماءه الحسنى بالتعظيم والتكريم، فجعلها من أخص ما يميزه، وأوجب على عباده الإيمان بها وتدبرها.
ومعرفة أسماء الله الحسنى وتدبرها من أعظم أسباب قربه من العباد، ومن أفضل العبادات التي تقربهم إليه، وتنير بصائرهم.
الرحمن الرحيم
وهما من أرحم الأسماء على الإطلاق، دالان على مدى رحمة الله الواسعة وشفقته على جميع خلقه.
وقد ورد في القرآن الكريم هذان الاسمان مقرونين في أكثر من موضع، للدلالة على رحمة الله العظيمة.
ويترتب على الرحمة الإلهية الكثير من الآثار الطيبة، منها الرزق والتوفيق والتيسير.
العزيز الجبار
وهما اسمان يدلان على قوة الله وعزته وسلطانه القاهرة.
فالله تعالى عزيز لا يغلبه أحد، وجبار لا يقهره شيء، وهذا من شأنه أن يمنح العباد الشعور بالأمان والطمأنينة.
ومن مظاهر عزة وجبروة الله تعالى أنه لا تجري في ملكه إلا مشيئته.
الخالق البارئ المصور
وهذه الأسماء الثلاثة تدل على قدرة الله تعالى وإبداعه في خلقه.
فالله خالق كل شيء ومبدعه، وهو الذي صور كل مخلوق على أحسن هيئة وأكمل خلق.
وتدبر هذه الأسماء يولد في النفوس الشعور بعظمة الله وحكمته.
العليم الخبير البصير
وهذه الأسماء تدل على علم الله تعالى بكل شيء، صغيره وكبيره، ظاهره وباطنه.
فهو الخبير بجميع أحوال خلقه، والبصير بما في نفوسهم، لا تخفى عليه خافية.
وإيمان العبد بعلم الله تعالى يمنحه الثقة والأمل، ويزرع في قلبه اليقين والثبات.
السميع البصير
وهذان الاسمان يدلان على أن الله تعالى يسمع جميع الأصوات ويرى جميع المرئيات.
فهو السميع لكل ما يقال، والبصير لجميع ما يفعل، لا يخفى عليه شيء.
ويترتب على ذلك وجوب مراقبة الله تعالى في الأقوال والأفعال، وحفظ اللسان والجوارح.
الغفور الرحيم
وهذان الاسمان يدلان على فضل الله تعالى ومغفرته ورحمته الواسعة.
فهو الغفور الذي ستر على عباده ذنوبهم، والرحيم الذي يتجاوز عن سيئاتهم.
وتدبر هذين الاسمين يولد في القلوب الرجاء والأمل في عفو الله تعالى ورحمته.
الأسماء الحسنى في حياتنا
إن معرفة أسماء الله الحسنى وتدبرها لها آثار عظيمة في حياة العبد، منها:
- تعزيز الإيمان وتقويته.
- تهذيب النفس وتزكيتها.
- جلب الرزق والتوفيق.
- صرف البلاء والشدائد.
- إجابة الدعاء.
وفي الختام، فإن أسماء الله الحسنى بحر لا ينضب من المعرفة والإيمان، وتدبرها من أجل العبادات وأعظم القربات، ولها آثار عظيمة في حياة العبد.